2529
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
وفاة طغتكين بن أيوب باليمن وملك إبنه إسماعيل
ثم سليمان بن تقيّ الدين شاهنشاه
قد كان تقدّم لنا أنّ سيف الإسلام طغتكين بن أيوب سار إلى المدينة سنة ثمان وسبعين بعد وفاة أخيه شمس الدولة توران شاه، واختلاف نوابه باليمن. واستولى عليها ونزل زبيد وأقام بها إلى أن توفي في شوّال سنة ثلاث وتسعين، وكان سيء السيرة كثير الظلم للرعية جماعاً للأموال. ولما استفحل بها أراد الاستيلاء على مكة فبعث، الخليفة الناصر إلى أخيه صلاح الدين يمنعه من ذلك فمنعه ولما توفي ملك مكانه إبنه إسماعيل وبلغ المعز وكان أهوج فانتسب في بني أمية، وادّعى الخلافة وتلقب بالهادي ولبس الخضرة وبعث إليه عمه العادل بالملامة والتوبيخ فلم يقبل، وأساء السيرة في رعيته وأهل دولته فوثبوا به وقتلوه.وتولى ذلك سيف الدين سنقر مولى أبيه، ونصب أخاه الناصر سنة ثمان وتسعين فأقام بأمره. ثم هلك سنقر لأربع سنين من دولته، وقام مكانه غازي بن جبريل من أمرائهم، وتزّوج أمّ الناصر . ثم قتل الناصر مسموماً وثأر العرب منه بغازي المذكور. وبقي أهل اليمن فوضى، واستولى على طغان وبلاد حضرموت محمد بن محمد الحميري، واستبدّت أمّ الناصر ، وملكت زبيد، وبعثت في طلب أحد من بني أيوب تملكه على
اليمن. وكان للمظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه، وقيل لإبنه سعد الدين شاهنشاه ابن إسمه سليمان ترهب ولبس المسموح، ولقيه بالموسم بعض غلمانها وجاءته فتزوجته وملكته اليمن، والله سبحانه وتعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق