2544
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
استيلاء العادل على الخابور ونصيبين من عمل سنجار وحصارها:
قد تقدّم لنا أن قطب الدين زنكي بن محمود بن مودود صاحب سنجار والخابور ونصيبين وما إليها، كانت بينه وبين ابن عمه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود صاحب الموصل عداوة مستحكمة وفتنة متصلة، وزوج نور الدين صاحب الموصل بنته من ابن العادل بن أيوب سنة خمس وستمائة. وإتصل بهما لذلك فزين له وزراؤه وأهل دولته أن يستنجد بالعادل على جزيرة ابن عمر وأعمالها، التي لابن عمه سنجار شاه ابن غازي ابن مودود فتكون الجزيرة بكمالها مضافة إلى الموصل. وملك العادل سنجار وما إليها، وهي ولاية قطب الدين فتكون له، فأجاب العادل إلى ذلك، ورآه ذريعة إلى ملك الموصل. وأطمع نور الدين في أيالة
قطب الدين إذا ملكها تكون لابنه الذي هو صهره على إبنته، وتكون عنده بالموصل وسار العادل بعساكره سنة ست وستمائة وقصد الخابور فملكه فتبين لنور الدين صاحب الموصل حينئذ أنه لا مانع منه، وندم على ما فرط في رأيه من وفادته، ورجع إلى الإستعداد للحصار. وخوفه الوزراء والحاشية أن ينتقض على العادل فيبدأ به. وسارالعادل من الخابور إلى نصيبين فملكها، وقام بمدافعته عن قطب الدين، وحماية البلد من الأمير أحمد بن برتقش مولى أبيه. وشرع نور الدين صاحب سنجار إبنه مظفر الدين يستشفع به إلى العادل لمكانه منه، وأثره في موالاته فشفع، ولم يشفعه العادل فراسل نور الدين صاحب الموصل في الإتفاق على العادل فأجابه.وسار بعساكره من الموصل وإجتمع مع نور الدين بظاهرها واستنجد بصاحب حلب الظاهر، وصاحب بلاد الروم كخسرو وتداعوا على الحركة إلى بلاد العادل إن امتنع من الصلح، والإبقاء على صاحب سنجار، وبعثوا إلى الخليفة الناصر أن يأمر العادل فبعث إليه أستاذ داره أبا نصر هبة الله بن المبارك بن الضحاك، والأمير اقباش من خواص مواليه فأجاب إلى ذلك. ثم غالطهم وذهب إلى المطاولة، ثم صالحهم على سنجار فقط وله ما أخذ وتحالفوا على ذلك، وعاد كل إلى بلده. ثم قبض المعظم عيسى سنة عشر وستمائة على الأمير أسامة بأمر أبيه العادل، وأخذ منه حصن كوكب وعجلون وكانا من أعماله فخربهما، وحصن أردن بالكوكب وبنى مكانه حصناً قرب عكا على جبل الطور، وشحنه بالرجال والأقوات، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق