إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 11 فبراير 2013

88 تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) المعتضد بالله أحمد المعتضد بالله



88


تاريخ الخلفاء ( السيوطي )

المعتضد بالله أحمد المعتضد بالله


أحمد أبو العباس ابن ولي العهد الموفق طلحة بن المتوكل ابن المعتصم بن الرشيد ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين وقال الصولي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين وأمه أم ولد أسمها صواب وقيل حرز وقيل ضرار وبويع له في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين بعد عمه المعتضد وكان ملكا شجاعا مهيبا ظاهر الجبروت وافر العقل شديد الوطأة من أفراد خلفاء بني العباس وكان يقدم على الأسد وحده لشجاعته وكان قليل الرحمة إذا غضب على قائد أمر بأن يلقى في حفيرة ويطم عليه وكان ذا سياسة عظيمة قال عبدالله بن حمدون خرج المعتضد يتصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه فصاح الناطور فقال على به فأحضر فسأله فقال ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها فجيء بهم فضربت أعناقهم من الغد في المقثأة ثم كلمني بعد مدة فقال اصدقني فيما ينكر على الناس قلت الدماء قال والله ماسفكت دما حراما منذ وليت قلت فلم قتلت أحمد بن الطيب قال دعاني إلى الإلحاد قلت فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة قال والله ماقتلتهم وإنما قتلت لصوصا قد قتلوا وأوهمت أنهم هم وقال إسماعيل القاضي دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحدث صباح الوجوه روم فنظرت إليهم فلما أردت القيام قال لي أيها القاضي والله ماحللت سروايلي على حرام قط ودخلت مرة فدفع إلى كتابا فنظرت فيه فإذا هو قد جمع له فيه الرخص من زلل العلماء قفلت منصف هذا زنديق فقال أمختلق قلت لا ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعه ومن أباح المتعة لم يبح الغناء وما من عالم إلا وله زلة ومن اخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه فأمر بالكتاب فأحرق وكان المتضد شهما جلدا موصوفا بالرجلة قد لقي الحروب وعرف فضله فقام بالأمر أحسن قيام وهابه الناس ورهبوه أحسن رهبة وسكنت الفتن في ايامه لفرط هيبته وكانت أيامه طيبه كثيرة الأمن والرخاء وكان قد أسقط المكوس ونشر العدل ورفع الظلم عن الرعية وكان يسمى السفاح الثاني لأنه جدد ملك بني العباس وكان قد خلق وضغف وكاد يزول وكان في اضطراب من وقت قتل المتوكل وفي ذلك يقول ابن الرومي يمدحه كما بأبي العباس أنشئ ملككم كذا بأبي العباس أيضا يجدد إمام يظل الأمس يعمل نحوه تلهف ملهوف ويشتاقه الغد وقال في ذلك ابن المعتز أيضا أما ترى ملك بني هاشم عاد عزيزا بعد ما ذللا ياطالبا للملك كن مثله تستوجب هنيئا بني العباس إن إمامكم إمام الهدى والبأس والجود أحمد الملك ن وإلا فلا وفي أول سنة استخلف فيها منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها ومنع القصاس والمنجمين من القعود في الطريق وصلى بالناس صلاة الأضحى فكبر في الأولى ستا وفي الثانية واحدة ولم تسمع منه الخطبة وفي سنة ثمانين دخل داعي المهدي إلى القيروان وفشا أمره ووقع القتال بينه وبين صاحب إفريقية وصار أمره في زيادة وفيها ورد كتاب من الدبيل أن القمر كسف في شوال وأن الدنيا أصبحت مظلمة إلى العصر فهبت ريح سوداء فدامت إلى ثلث الليل وأعقبها زلزلة عظيمة وأذهبت عامة المدينة فكان عدة من أخرج من تحت الردم مائة ألف وخمسين ألفا وفي سنة أحدى وثمانين فتحت مكورية في بلاد الروم وفيها غارت مياه الري وطبرستان حتى بيع الماء ثلاثة ارطال بدرهم وقحط الناس وأكلوا الجيف وفيها هدم المعتضد دار الندوة بمكة وصيرها مسجدا إلى جانب المسجد الحرام وفي سنة أثنتين وثمانين ابطل ما يفعل في النيروز من وقيد النيران وصب الماء على الناس وأزال سنة المجوس وفيها زفت إليه قطر الندى بنت خماروية بن أحمد بن طولون فدخل عليها في ربيع الأول وكان في جهازها اربعة آلاف تكة مجوهرة وعشرة صناديق جوهر وفي سنة ثلاث وثمانين كتب إلى الآفاق بأن يورث ذوو الأرحام وأن يبطل ديوان المواريث وكثر الدعاء للمعتضد وفي سنة اربع وثمانين ظهره بمصر حمرة عظيمة حتى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر وكذا الحيطان فتضرع الناس بالدعاء إلى الله تعالى وكانت من العصر إلى الليل قال ابن جرير وفيها عزم المعتضد على لعن معاوية على المنابر فخوفه عبيد الله الوزير اضطراب العامة فلم يلتفت وكتب كتابا في ذلك ذكر فيه كثيرا من مناقب على ومثالب معاوية فقال له القاضي يوسف يا أمير المؤمنين أخاف الفتنة عند سماعه فقال إن تحركت العامة وضعت السيف فيها قال فما تصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أميل فأمسك المعتضد عن ذلك وفي سنة خمس وثمانين هبت ريح صفراء بالبصرة ثم صارت خضراء ثم صارت سوداء وامتدت في الأمصار وورقع عقبها برد وزنة البردة مائة وخمسون درهما وقلعت الريح نحو خمسمائة نخلة ومطرت قرية حجارة سودا وبيضا وفي سنة ست وثمانين ظهر بالبحرين ابو سعيد القرمطي وقويت شوكته وهو أبوأبي طاهر سليمان الذي يأتى أنه قلع الحجر الأسود ووقع القتال بينه وبين عسكر الخليفة وأغار على البصرة ونواحيها وهزم جيش الخليفة مرات ومن أخبار المعتضد ما أخرجه الخطيب وابن عساكر عن ابي الحسين الخصيبي قال وجه المعتضد إلى القاضي ابي حازم يقول إن لي على فلان مالا وقد بلغني أن غرماءه أثبتوا عندك وقد قسطت لهم من ماله فاجعلنا كأحدهم فقال أبو حازم قل له أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ذاكر لما فقال لي وقت قلدني إنه قد أخرج الأمر من عنقه وجعله في عنقي ولايجوز لي أن احكم في مال رجل لمدع إلا ببينة فرجع إليه فأخبره فقال قل له فلان وفلان يشهدان يعني رجلين جليلين فقال يشهدان عندي وأسأل عنهما فإن زكيا قبلت شهادتهما وإلا امضيت ما قد ثبت عندي فامتنع أولئك من الشهادة فزعا ولم يدفع إلى المعتضد شيئا قال ابن حمدون النديم غرم المعتضد على عمارة البحيرة ستين ألف دينار وكان يخلو فيها مع جواريه وفيهن محبوبته دريرة فقال أبن بسام ترك الناس بحيره وتخلى في البحيرة قاعدا يضرب بالطبل على حر دريره فبلغ ذلك المعتضد فلم يظهر أنه بلغه ثم أمر بتخريب تلك العمارات ثم ماتت دريرة في ايام المعتضد فجزع عليها جزعا شديدا وقال يرثيها ياحبيبا لم يكن يعدله عندي حبيب أنت عن عيني بعيد ومن القلب قريب ليس لي بعدك في شيء من اللهو نصيب لك من قلبي على قبلبي وإن بنت رقيب وخيال منك مذ غبت خيال لايغيب لو تراني كيف لي بعدك عول ونحيب وفؤادي حشوه من حرق الحزن لهيب لتيقنت بأني فيك محزون كئيب ما أراى نفس وإن سليتها عنك تطيب لي دمع ليس يعصيني وصبر ما يجيب وقال بعضهم يمدح المعتضد وهي على جزء جزء طيف ألم بذي سلم بين الخيم يطوى الأكم جاد نعم يشفى السقم ممن لثم وملتزم فيه هضم إذا يضم داوي الألم ثم انصرم فلم أنم شوقا وهم اللوم ذم كم ثم كم لوم الأصم أحمد لم كل الثلم مما أنهدم هو العلم والمعتصم خير النسم خالا وعم حوى الهمم وما احتلم طود اشم سمح الشيم جلا الظلم كالبدر تم رعى الذمم حمى الحرم فلم يؤم خص وعم بما قسم له النعم مع النقم والخير جم إذا ابتسم والماء دم إذا انتقم اعتل المعتضد في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين عله صعبة وكان مزاجه تغير من كثرة إفراطه في الجماع ثم تماسك فقال ابن المعتز طار قلبي بجناح الوجيب جزعا من حادثات الخطوب وحذارا أن يشاك بسوء أسد الملك وسيف الحروب ثم انتكس ومات يوم الاثنين لثمان بقين منه وحكى المسعودي قال شكوا في موت المعتضد فتقدم إليه الطبيب وحبس نبضه ففتح عيينه ورفس الطبيب برجله فتدحاه أذرعا فمات الطبيب ثم مات المعتضد من ساعته ولما احتضر أنشد تمتع من الدنيا فإنك لاتبقى وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا ولاتأمنن الدهر إني أمنته فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقا قتلت صناديد الرجال فلم أدع عدوا ولم أمهل على ظنه خلقا وأخليت دور الملك من كل بازل وشتتهم غربا ومزقتهم شرقا فلما بلغت النجم عزا ورفعة ودانت رقاب الخلق اجمع لي رقا رماني الردى سهما فأخمد جمرتي فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ملقى فأفسدت دنياي وديني سفاهة فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى فياليت شعري بعدموتي ما أرى إلى نعمة لله أم ناره ألقى ومن شعر المعتضد يالاحظي بالفتور والدعج وقاتلى بالدلال والغنج أشكو إليك الذي لقيت من الوجدفهل لي إليك من فرج حللت بالطرف والجمال من الناس محل العيون والمهج وله أنشده الصولي لم يلق من حر الفراق احد كما أنا منه لاق ياسائلي عن طعمة ألفيته مر المذاق جسمي يذوب ومقلتي عبرى وقلبي ذو احتراق مالي أليف بعدكم إلى اكتئابي واشتياقي فالله يحفظكم جميعا في مقام وانطلاق ولابن المعتز يرثيه يادهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا أستغفر الله بل ذا كله قدر رضيت بالله ربا واحدا صما ياساكن القبر في غبراء مظلمة بالظاهرية مقصى الدار منفردا أين الجيوش التي قد كنت تنجبها أين الكنوز التي احصيتها عددا اين السرير الذي قد كنت تملؤه مهابة من رأته عينه ارتعدا اين الأعادي الأولى ذللت مصعبهم أين الليوث التي صيرتها بددا اين الجياد التي حجلتها بدم وكن يحملن منك الضيغم الأسدا أين الرماح التي غديتها مهجا مذمت ماوردت قلبا ولا كبدا أين الجنان التي تجرى جداولها وتسجيب إليها الطائر الغردا أين الوصائف كالغزلان راتعة يسحبن أين الملاهي وأين الراح تحسها ياقوتة كسبت من فضة زردا أين الوثوب إلى الأعداء مبتغيا صلاح ملك بني العباس إذ فسدا من حلل موشية حددا مازلت تفسر منهم كل قسورة وتحطم العالي الجبار معتمدا ثم انقضيت فلا عين ولا اثر حتى كأنك يوما لم تكن أحدا مات في ايام المعتضد من الأعلام ابن المواز المالكي وابن أبي الدنيا وإسماعيل القاضي والحارث بن ابي اسامة وأبو العيناء والميرد وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفيه والبحتري الشاعر وخلائق آخرون وخلف المعتضد من الأولارد أربعة ذكور ومن الإناث أحدى عشرة

 
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق