إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 11 فبراير 2013

100 تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) المستظهر بالله ابو العباس




100


تاريخ الخلفاء ( السيوطي )

المستظهر بالله ابو العباس


المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدى بالله ولد في شوال سنة سبعين وأربعمائة وبويع له عند موت أبيه وله ست عشرة سنة وشهران قال ابن الأثير كان لين الجانب كريم الأخلاق يحب اصطناع الناس ويفعل الخير ويسارع في اعمال البر حسن الخط جيد التوقعات ولا يقاربه فيها احد ويدل على فضل غزير وعلم واسع سمحا جوادا محبا للعلماء والصلحاء ولم تصف له الخلافة بل كانت أيامه مضطربة كثيرة الحروب وفي هذه السنة من أيامه مات المستنصر العبيدى صاحب مصر وقام بعده ابنه المستعلى أحمد وفيها أخذت الروم بلنسية وفي سنة ثمان وثمانين قتل أحمدخان صاحب سمرقند لأنه ظهر منه الزندقة فقبض عليه الأمراء واحضروا الفقهاء فأتفقوا بقتله فقتل لا رحمه الله وملكوا ابن عمه وفي سنة تسع وثمانين اجتمعت الكواكب السبعة سوى زحل في برج الحوت فحكم المنجمون بطوفان يقارب طوفان نوح فاتفق أن الحجاج نزلوا في دار المناقب فأتاهم السيل غرق اكثرهم وفي سنة تسعين قتل السلطان أرسلان ارغون بن ألب أرسلان السلجوقى صاحب خرسان فتملكها السلطان بركياروق ودانت له البلاد والعباد وفيها خطب للعبيدى بحلب وأنطاكية والمعرة وشيزر شهرا ثم اعيدت الخطبة العباسية وفيها جاءت الفرنج فأخذوا نيقية وهو أول بلد اخذوه ووصلوا إلى كفر طاب واستباحوا تلك النواحى فكان هذا أول مظهر الفرنج بالشام قدموا في بحر القسطنطينية في جمع عظيم وانزعجت الملوك والرعية وعظم الخطب فقيل إن صاحب مصر لما رأى قوة السلجوقية واستيلاءهم على الشام كاتب الفرنج يدعوهم إلى المجىء إلى الشام ليملكوها وكثر النفير على الفرنج من كل جهة وفي سنة اثنتين وتسعين انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان وفيها اخذت الفرنج بيت المقدس بعد حصار شهر ونصف وقتلوا به أكثر من سبعين الف منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد وهدموا المشاهد وجمعوا اليهود في الكنيسة واحرقوها عليهم وورد المستنفرون إلى بغداد فأوردوا كلاما أبكى العيون واختلفت السلاطين فتمكنت الفرنج من الشام واللأبيوردى في ذلك مزجنا دماء بالدموع السواجمفلم يبق منا عرصة للمراحم وشر سلاح المرء دمع يفيضهإذا الحرب شبت نارها بالصوارم فإيها بني الإسلام إن وراءكموقائع يلحقن الذرى بالمناسم أنائمة في ظل أمن وغبطةوعيش كنوار الخميلة ناعم وكيف تنام العين ملء جفونهاعلى هبوات أيقظت كل نائم وإخوانكم بالشام يضحى مقيلهم ظهور المذاكى أو بطون القشاعم تسومهم الروم الهوان وأنتمتجرون ذيل الخفض فعل المسالم فكم من دماء قد ابيحت ومن دمى توارى حياء حسنها بالمعاصم بحيث السيوف البيض محمرة الظباوسمر العوالى داميات اللهازم يكاد لهن المستجن بطيبةينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم أرى أمتى لا يشرعون إلى العدىرماحهم والدين واهى الدعائم ويجتنبون النار خوفا من الردى ولا يحسبون العار ضربة لازم أنرضى صناديد الأعراب بالأذىوتغضى على ذل كماة الأعاجم فليتهم إذا لم يذودوا حميةعن الدين ضنوا غيرة بالمحارم وفيها خرج محمد بن ملكشاه على أخيه السلطان بركياروق فانتصر عليه فقلده الخليفة ولقبه غياث الدنيا والدين وخطب له ببغداد ثم جرت بينهما عدة وقعات وفيها نقل المصحف العثمانى من طبرية إلى دمشق خوفا عليه وخرج الناس لتلقيه فآووه في خزانة بمقصورة الجامع وفي سنة أربع وتسعين كثر أمر الباطنية بالعراق وقتلهم الناس واشتد الخطب بهم حتى كانت الأمراء يلبسون الدروع تحت ثيابهم وقتلوا الخلائق منهم الرويانى صاحب البحر وفيها أخذ الفرنج بلد سروج وحيفا وأرسوف وقيسارية وفي سنة خمس وتسعين مات المستعلى صاحب مصر وأقيم بعده الآمر بأحكام الله منصور وهو طفل له خمس سنين وفي سنة ست وتسعين جرت فتن للسلطان فترك الخطباء الدعوة للسلطان واقتصروا على الدعوة للخليفة لا غير وفي سنة سبع وتسعين وقع الصلح بين السلطانين محمد وبركياروق وسببه أن الحروب لما تطاولت بينهما وعم الفساد وصارت الأموال منهوبة والدماء مسفوكة والبلاد مخربة والسلطنة مطموعا فيها واصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قاهرين دخل العقلاء بينهما في الصلح وكتبت العهود والأيمان والمواثيق وارسل الخليفة خلع السلطنة إلى بركياروق وأقيمت له الخطبة ببغداد وفي سنة ثمان وتسعين مات السلطان بركياروق فأقام الأمراء بعده ولده جلال الدولة ملكشاه وقلده الخليفة وخطب له ببغداد وله دون خمس سنين فخرج عليه عمه محمد واجتمعت الكلمة عليه فقلده الخليفة وعاد إلى أصبهان سلطانا متمكنا مهيبا كثير الجيوش وفيها كان ببغداد جدرى مفرط مات فيه خلق من الصبيان لا يحصون وتبعه وباء عظيم وفي سنة تسع وتسعين ظهر رجل بنواحى نهاوند فادعى النبوة وتبعه خلق فأخذ وقتل وفي سنة خمسمائة أخذت قلعة اصبهان التى ملكها الباطنية وهدمت وقتلوا وسلخ كبيرهم وحشى جلده تبنا فعل ذلك السلطان محمد بعد حصار شديد فالله الحمد وفي سنة إحدى وخمسمائة رفع السلطان الضرائب والمكوس ببغداد وكثر الدعاء له وزاد في العدل وحسن السيرة وفي سنة اثنتين عادت الباطنية فدحلوا شيرز على حين غفلة من اهلها فملكوها وملكوا القلعة وأغلقوا الأبواب وكان صاحبها خرج يتنزه فعاد وابادهم في الحال وقتل فيها شيخ الشافعية الرويانى صاحب البحر قتله الباطنية في بغداد كما تقدم وفي سنة ثلاث أخذت الفرنج طرابلس بعد حصار سنين وفي سنة اربع عظم بلاء المسلمين بالفرنج وتيقنوا استيلاءهم على أكثر الشام وطلب المسلمون الهدنة فامتنعت الفرنج وصالحوهم بألوف دنانير كثيرة فهادنوا ثم غدروا لعنهم الله وفيها هبت بمصر ريح سوداء مظلمة أخذت بالأنفاس حتى لا يبصر الرجل يده ونزل على الناس رمل وايقنوا بالهلاك ثم تجلى قليلا وعاد إلى الصفرة وكان ذلك من العصر إلى ما بعد المغرب وفيها كانت ملحمة كبيرة بين الفرنج وبين ابن تاشفين صاحب الأندلس نصر فيها المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا مالا يعبر عنه وبادت شجعان الفرنج وفي سنة سبع جاء مودود صاحب الموصل بعسكر ليقاتل ملك الفرنج الذي بالقدس فوقع بينهم معركة هائلة ثم رجع مودود إلى دمشق فصلى الجمعة يوما في الجامع وإذا بباطنى وثب عليه فجرحه فمات من يومه فكتب ملك الفرنج إلى صاحب دمشق كتابا فيه وإن أمه قتلت عميدها في يوم عيد في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها وفي سنة إحدى عشرة جاء سيل عرم غرق سنجار وسورها وهلك خلق كثير حتى إن السيل اخذ باب المدينة فذهب به عدة فراسخ واختفى تحت التراب الذي جره السيل وظهر بعد سنين وسلم طفل في سرير له حمله السيل فتعلق السرير بزيتونة وعاش وكبر وفيها مات السلطان محمد وأقيم بعده ابنه محمود وله اربع عشرة سنة وفي سنة اثنتى عشرة مات الخليفة المستظهر بالله في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من ربيع الأول فكانت مدته خمسا وعشرين سنة وغسله ابن عقيل شيخ الحنابلة وصلى عليه ابنه المسترشد وماتت بعده بقليل جدته أرجوان والدة المقتدى قال الذهبي ولا يعرف خليفة عاشت جدته بعده إلا هذا رأت ابنها خليفة ثم ابن ابنها ثم ابن ابن ابنها ومن شعر المستظهر أذاب حر الهوى في القلب ما جمدالما مددت إلى رسم الوداع يدا وكيف أسلك نهج اصطبار وقدارى طرائق في مهوى الهوى قددا إن كنت أنقض عهد الحب ياسكنىمن بعد هذا فلا عاينتكم ابدا وللصارم البطائحى مدحا أصبحت بالمستظهر بن المقتدىبالله ابن القائم ابن القادر مستعصما أرجو نوال أكفهوبأن يكون على العشيرة ناصرى فيقر مع كبرى قرارى عندهويفوز من مدحى بشعر سائر فوقع المستظهر بجائزتين بخير بين الصلة والانحدار والمقام والإدرار وقال السلفى قال لى ابو الخطاب بن الجراح صليت بالمستظهر في رمضان فقرأت إن ان ابنك سرق رواية رويناها عن الكسائى فبما سلمت قال هذه قراءة حسنة فيها تنزيه أولاد الأنبياء عن الكذب مات في أيامه من الأعلام أبو المظفر السمعانى ونصر المقدسى وابو الفرج وشيذلة والرويانى والخطيب التبريزى والكيا الهراسى والغزالى والشاشى الذي صنف له كتاب الحلية وسماه المستظهرى والأبيوردى اللغوى

 
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق