إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 11 فبراير 2013

76 تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) الرشيد هارون أبو جعفر الرشيد





76


تاريخ الخلفاء ( السيوطي )

الرشيد هارون أبو جعفر الرشيد


هارون أبو جعفر بن المهدى محمد بن المنصور عبدالله بن محمد بن على ابن عبدالله بن العباس استخلف بعهد من أبيه عند موت أخيه الهادى ليلة السبت لأربع عشرة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين ومائة قال الصولى هذه الليلة ولد له فيها عبدالله المأمون ولم يكن في سائر الزمان ليلة مات فيها خليفة وقام خليفة وولد خليفة إلا هذه الليلة وكان يكنى ابا موسى فتكنى بأبى جعفر حدث عن أبيه وعن جده ومبارك بن فضالة وروى عنه ابنه المأمون وغيره وكان من أمير الخلفاء واجل ملوك الدنيا وكان كثير الغزو والحج كما قال فيه أبو المعالى الكلابى فمن يطلب لقاءك أو يردهفبالحرمين أو أقصى الثغور ففى أرض العدو على طمروفي ارض الترفه فوق كور مولده بالرى حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان في سنة ثمان وأربعين ومائة وأمه أم ولد تسمى الخيزران وهى أم الهادى وفيها يقول مروان ابن أبى حفصة يا خيزران هناك ثم هناكأمسى يسوس العالمين ابناك وكان أبيض طويلا جميلا مليحا فصيحا له نظر في العلم والأدب وكان يصلى في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات لا يتركها إلا لعلة ويتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام ويبغض المراء في الدين والكلام في معارضة النص وبلغه عن بشر المريسى القول بخلق القرآن فقال لئن ظفرت به لأضربن عنقه وكان يبكى على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه سيما إذا وعظ وكان يحب المديح ويجيز عليه الأموالة الجزيلة وله شعر دخل عليه مرة ابن السماك الواعظ فبالغ باحترامه فقال له ابن السماك تواضعك في شرفك أشرف من شرفك ثم وعظه فأبكاه وكان يأتي بنفسه الى بيت الفضيل بن عياض هارون فقال فضيل الناس يكرهون هذا وما في الأرض أعز على منه لو قال عبدالرزاق كنت مع الفضيل بمكة فمر مات لرأيت أمورا عظاما قال أبو معاوية الضرير ما ذكرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين يدى الرشيد إلا قال صلى الله على سيدى وحدثه بحديثه صلى الله عليه وآله وسلم ووددت أنى أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحى فأقتل فبكى حتى انتحب وحدثته يوما حديثا أحتج آدم وموسى وعنده رجل من وجوه قريش فقال القرشى فأين لقيه فغضب الرشيد وقال النصع والسيف زنديق يطعن في حديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو معاوية فما زلت اسكنه وأقول يا أمير المؤمنين كانت منه نادرة حتى سكن وعن أبى معاوية أيضا قال أكلت مع الرشيد يوما ثم صب على يدى رجل لا أعرفه ثم قال الرشيد تدري من يصب عليك قلت لا قال أنا إجلالا للعلم وقال منصور بن عمار ما رأيت اغزر دمعا عند الذكر من ثلاثة الفضيل بن عياض والرشيد وآخر وقال عبيد الله القواريرى لما لقى الرشيد الفضيل قال له يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة حدثنا ليث عن مجاهد وتقطعت بهم الأسباب قال الوصلة التى كانت بينهم في الدنيا فجعل هارون يبكى ويشهق ومن محاسنه انه لما بلغه موت ابن المبارك جلس للعزاء وأمر الأعيان ان يعزوه في ابن المبارك قال نفطويه كان الرشيد يقتفى آثار جده أبى جعفر إلا في الحرص فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه أعطى مرة سفيان بن عيينة مائة ألف وأجاز إسحاق الموصلى مرة بمائتى ألف وأجاز مروان بن أبى حفصة مرة على قصيدة خمسة ألآف دينار وخلعة وفرسا من مراكبه وعشرة من رقيق الروم وقال الأصمعى قال لى الرشيد يا أصمعى ما أغفلك عنا وأجفاك لنا قلت يا أمير المؤمنين ما لاقتنى بلاد بعدك حتى أتيتك فسكت فلما تفرق الناس قال ما لاقتنى قلت كفاك كف ما تليق درهماجودا وأخرى تعطى بالسيف الدما فقال أحسنت وهكذا فكن وقرنا في الملا وعلمنا في الخلا وأمر لى بخمسة آلاف دينار وفي مروج المسعودى قال رام الرشيد ان يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلى الفرما فقال له يحيى بن خالد البرمكى كان يختطف الروم الناس من المسجد الحرام وتدخل مراكبهم إلى الحجاز فتركه وقال الجاحظ اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره وزراؤه البرامكة وقاضيه ابو يوسف رحمه الله وشاعره مروان بن أبى حفصة ونديمه العباس بن محمد عم ابيه وحاجبه الفضل بن الربيع أنبه الناس واعظمهم ومغنيه ابراهيم الموصلى وزوجته زبيدة وقال غيره كانت أيام الرشيد كلها خير كأنها من حسنها أعراس وقال الذهبى أخبار الرشيد يطول شرحها ومحاسنه جمة وله اخبار في اللهو واللذات المحظورة والغناء سامحه الله مات في ايامه من الأعلام مالك بن أنس والليث بن سعد وابو يوسف صاحب أبى حنيفة والقاسم بن معن ومسلم بن خالد الزنجى ونوح الجامع والحافظ أبو عوانة اليشكرى وأبراهيم بن سعد الزهرى وابو اسحاق الفزارى وابراهيم بن ابى يحيى شيخ الشافعى واسد الكوفى من كبار اصحاب ابى حنيفة وإسماعيل بن عياش وبشر بن المفضل وجرير ابن عبدالحميد وزياد البكائى وسليم المقرىء صاحب حمزة وسيبويه إمام العربية وضيغم الزاهد وعبدالله العمرى الزاهد وعبدالله بن المبارك وعبدالله بن ادريس الكوفى وعبدالعزيز بن ابى حازم والدراوردى والكسائى شيخ القراء والنحاة ومحمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة كلاهما في يوم وعلى بن مسهر وغنجار وعيسى بن يونس السبيعي والفضيل ابن عياض وابن السماك الواعظ ومروان بن ابى حفصة الشاعر والمعافى ابن عمران الموصلى ومعتمر بن سليمان والمفضل بن فضالة قاضى مصر وموسى بن ربيعة أبو الحكم المصرى احد الأولياء والنعمان بن عبدالسلام الأصبهانى وهشيم ويحيى بن ابى زائدة ويزيد بن زريع ويونس ابن حبيب النحوى ويعقوب بن عبدالرحمن قارىء المدينة وصعصعةابن سلام عالم الأندلس احد أصحاب مالك وعبدالرحمن بن القاسم اكبر أصحاب مالك والعباس بن الحنف الشاعر المشهور وأبو بكر ابن عياش المقرىء ويوسف بن الماجشون وخلائق آخرون كبار ومن الحوادث في أيامه في سنة خمس وسبعين افترى عبدالله بن مصعب الزبيرى على يحيى بن عبدالله بن حسن العلوى انه طلب إليه أن يخرج معه على الرشيد فباهله يحيى بحضرة الرشيد وشبك يده في يده وقال قل اللهم إن كنت تعلم أن يحيىلم يدعنى إلى الخلاف والخروج على أمير المؤمنين هذا فكلنى إلى حولى وقوتى واسحتنى بعذاب من عندك آمين رب العالمين فتلجلج الزبير وقالها ثم قال يحيى مثل ذلك وقاما فمات الزبيرى ليومه وفي سنة ست وسبعين فتحت مدينة دبسة على يد الأمير عبدالرحمن بن عبدالملك بن صالح العباسى وفي سنة تسع وسبعين اعتمر الرشيد في رمضان ودام على إحرامه إلى أن حج ومشى من مكة إلى عرفات وفي سنة ثمانين كانت الزلزلة العظمى وسقط منها رأس منارة الإسكندرية وفي سنة إحدى وثمانين فتح حصن الصفصاف عنوة وهو الفاتح له وفي سنة ثلاث وثمانين خرج الخزر على ارمينية فأوقعوا بأهل الإسلام وسفكوا وسبوا أزيد من مائة ألف نسمة وجرى على الإسلام امر عظيم لم يسمع قبله مثله وفي سنة سبع وثمانين اتاه كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التى كانت عقدت بين المسلمين وبين الملكة رينى ملكة الروم وصورة الكتاب من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التى كانت قبلى اقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيذق فحملت إليك من اموالها أحمالا وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابى فأردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى تمكن أحد ان ينظر إلى وجهه دون أن يخاطبه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأى على الوزير فدعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتابه بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه ثم سار ليومه فلم يزل حتى نازل مدينة هرقل وكانت غزوة مشهورة وفتحا مبينا فطلب نقفور الموادعة والتزم بخراج يحمله كل سنة فأجيب فلما رجع الرشيد إلى الرقة نقض الكلب العهد لإياسه من كرة الرشيد في البرد فلم يجترىء احد أن يبلغ الرشيد نقضه بل قال عبدالله بن يوسف التيمى نقض الذى أعطيته نقفورفعليه دائرة البوار تدور أبشر أمير المؤمنين فإنهغنم أتاك به الإله كبير وقال أبو العتاهية أبياتا وعرضت على الرشيد فقال أوقد فعلها فكر راجعا في مشقة شديدة حتى أناخ بفنائه فلم يبرح حتى بلغ مراده وحاز جهاده وفي ذلك يقول ابو العتاهية ألا نادت هرقل بالخرابمن الملك الموفق للصواب غدا هارون يرعد بالمناياويبرق بالمذكرة القضاب ورايات يحل النصر فيهاتمر كأنها قطع السحاب وفي سنة تسع وثمانين فادى الروم حتى لم يبق بممالكهم في الأسر مسلم وفي سنة تسعين فتح هرقل وبث جيوشه بأرض الروم فافتتح شراحيل ابن معن بن زائدة حصن الصقالبة وافتتح يزيد بن مخلد ملقونية وسار حميد ابن معيوف إلى قبرس فهدم وحرق وسبى من أهلها ستة عشر الفا وفي سنة اثنتين وتسعين توجه الرشيد نحو خراسان فذكر محمد بن الصباح الطبرى أن أباه شيع الرشيد إلى النهروان فجعل يحادثه في الطريق إلى ان قال يا صباح لا أحسبك ترانى بعدها فقلت بل يردك الله سالما ثم قال ولا احسبك تدرى ما أجد فقلت لا والله فقال تعال حتى أريك وانحرف عن الطريق واوما إلى الخواص فتنحوا ثم قال امانة الله يا صباح أن تكتم على وكشف عن بطنه فإذا عصابة حرير حوالى بطنه فقال هذه علة أكتمها الناس كلهم ولكل واحد من ولدى على رقيب فمسرور رقيب المأمون وجبريل بن يختيشوع رقيب الأمين ونسيت الثالث ما منهم أحد إلا ويحصى انفاسى ويعد أيامى ويستطيل دهرى فإن اردت أن تعرف ذلك فالساعة ادعو ببرذون فيجيئون به اعجف ليزيد في علتى ثم دعا ببرذون فجاءوا به كما وصف فنظر إلى ثم ركبه وودعنى وسار إلى جرجان ثم رحل منها في صفر سنة ثلاث وتسعين وهو عليل إلى طوس فلم يزل بها إلى أن مات وكان الرشيد بايع بولاية العهد لابنه محمد في سنة خمس وسبعين ولقبه الأمين وله يومئذ خمس سنين لحرص امه زبيدة على ذلك قال الذهبي فكان هذا أول وهن جرى في دولة الاسلام من حيث الإمامة ثم بايع لابنه عبدالله من بعد الأمين في سنة اثنتين وثمانين ولقبه المأمون وولاه ممالك خراسان بأسرها ثم بايع لابنه القاسم من بعد الأخوين في سنة ست وثمانين ولقبه المؤتمن وولاه الجزيرة والثغور وهو صبى فلما قسم الدنيا بين هؤلاء الثلاثة قال بعض العقلاء لقد ألقى بأسهم بينهم وغائلة ذلك تضر بالرعية وقالت الشعراء في البيعة المدائح ثم إنه علق نسخة البيعة في البيت العتيق وفى ذلك يقول إبراهيم الموصلى خير الأمور مغبةوأحق امر بالتمام أمر قضى احكامه الرحمنفي البيت الحرام وقال عبدالملك بن صالح في ذلك حب الخليفة حب لا يدين له عاصى الإله وشار يلقح الفتنا الله قلد هارونا سياسته لما اصطفاه فأحيا الدين والسننا وقلد الأرض هارون لرأفته بن أمينا ومأمونا ومؤتمنا قال بعضهم وقد زوى الرشيد الخلافة عن ولده المعتصم لكونه أميا فساقها الله إليه وجعل الخلفاء بعده كلهم من ذريته ولم يجعل من نسل غيره من أولاد الرشيد خليفة وقال سلم الخاسر في العهد للأمين قل للمنازل بالكثيب الأعفر اسقيت غادية السحاب الممطر قد بايع الثقلان مهدى الهدىلمحمد بن زبيدة بنة جعفر قد وفق الله الخليفة إد بنى بيت الخلافة للهجان الأزهر فهو الخليفة عن ابيه وجدهشهدا عليه بمنظر وبمخبر فحشت زبيده فاه جوهر باعه بعشرين الف دينار
 
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق