إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 يوليو 2016

257 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر غارة الفرنج على بلد حوران وغارة المسلمين على بلد الفرنج



257


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر غارة الفرنج على بلد حوران وغارة المسلمين على بلد الفرنج

في هذه السنة في ربيع الأول اجتوعت الفرنج وساروا إلى بلد حوران من أعمال دمشق للغارة عليه وبلغ الخبر إلى نور الدين وكان قد برز ونزل هو وعسكره بالكسوة فسار إليهم مجدًا وقدم بجموعه عليهم فلما علموا بقربه منهم دخلوا إلى السواد وهو من أعمال دمشق أيضًا ولحقهم المسلمون وتخطفوا من في ساقتهم ونالوا منهم وسار نور الدين فنزل في عشترا وسير منها سرية إلى أعمال طبرية فشنوا الغارات عليها فنهبوا وسبوا وأحرقوا وخربوا فسمع الفرنج ذلك فرحلوا إليهم ليمنعوه عن بلادهم فلما وصلوا كان المسلمون قد فرغوا من نهبهم وغنيمتهم وعادوا وعبروا النهر‏.‏

وأدركهم الفرنج فوقف مقابلهم شجعان المسلمين وحماتهم يقاتلونهم فاشتد القتال وصبر الفريقان الفرنج يرومون أن يلحقوا الغنيمة فيردوها والمسلمون يريدون أن يمنعونهم عنها لينجو بها من قد سار معها فلما طال القتال بينهم وأبعدت الغنيمة وسلمت مع المسلمين عاد الفرنج ولم يقدروا أن يستردوا منها شيئًا‏.‏

في هذه السنة في جمادى الأولى سار شمس الدولة توارنشاه بن أيوب أخو صلاح الدين الأكبر من مصر إلى بلد النوبة فوصل إلى أول بلادهم ليتغلب عليه ويتملكه‏.‏

وكان سبب ذلك أن صلاح الدين وأهله كانوا يعلمون أن نور الدين كان على عزم الدخول إلى مصر وأخذها منهم فاستقر الرأي بينهم أنهم يتملكون إما بلاد النوبة أو بلاد اليمن حتى إذا وصل إليهم نور الدين لقوه وصدوه عن البلاد فإن قووا على منعه أقاموا بمصر وإن عجزوا عن ذلك ركبوا البحر ولحقوا بالبلاد التي افتتحوها فجهز شمس الدولة وسار إلى أسوان ومنها إلى بلد النوبة فنازل قلعة اسمها أبريم فحصرها وقاتله أهلها فلم يكن لهم بقتال العسكر الإسلامي قوة لأنهم ليس لهم جنة تقيهم السهام وغيرها من آلة الحرب فسلموها فملكها وأقام فيها ولم ير للبلاد دخلًا يرغب فيه وتحتمل المشقة لأجله وقوتهم الذرة فلما رأى عدم الحاصل وقشف العيش مع مباشرة الحروب ومعاناة التعب والمشقة وتركها وعاد إلى مصر بما غنم وكان عامة غنيمتهم العبيد والجواري‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق