إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 يوليو 2016

258 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر ظفر لمليح بن ليون بالروم



258


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر ظفر لمليح بن ليون بالروم

في هذه السنة في جمادى الأولى هزم مليح بن ليون الأرمني صاحب بلاد الدروب المجاورة لحلب عسكر الروم من القسطنطينية‏.‏

وسبب ذلك أن نور الدين كان قد استخدم مليحًا المذكور وأقطعه إقطاعًا سنيًا وكان ملازم الخدمة لنور الدين ومشاهدًا لحروبه مع الفرنج ومباشرًا لها وكان هذا من جيد الرأي وصائبه فغن نور الدين لما قيل له في معنى استخدامه وإعطائه الإقطاع من بلاد الإسلام قال‏:‏ استعين به على قتال أهل ملته وأريح طائفة من عسكري تكون بإزائه لتمنعه من الإغارة على البلاد المجاورة له‏.‏

وكان مليح أيضًا يتقوى بنور الدين على ما يجاوره من الأرمن والروم وكانت مدينة أدنة والمصيصة وطرسوس بيد ملك الروم صاحب القسطنطينية فأخذها مليح منهم لأنها تجاور بلاده فسير إليه ملك الروم جيشًا كثيفًا وجعل عليهم بعض أعيان البطارقة من أقاربه فلقيهم مليح ومعه طائفة من عسكر نور الدين فقاتلهم وصدقهم القتال وصابرهم فانهزمت الروم وكثر فيهم القتل والأسر وقويت شوكة مليح وانقطع أمل الروم من تلك البلاد‏.‏

وأرسل مليح إلى نور الدين كثيرًا من غنائمهم ومن الأسرى ثلاثين رجلًا من مشهوريهم وأعيانهم فسير نور الدين بعض ذلك إللى الخليفة المستضيئ بأمر الله وكتب يعتد بهذا الفتح لأن بعض جنده فعلوه‏.‏

في هذه السنة توفي أتابك إيلدكز بهمذان وملك بعده ابنه محمد البهلوان ولم يختلف عليه أحد وكان إيلدكز هذا مملوكًا للكمال السميرمي وزير السلطان محمود فلما قتل الكمال كما ذكرناه صار إيلدكز إلى السلطان محمود فلما ولي السلطان مسعود السلطنة ولاه أرانية فمضى إليها ولم يعد يحضر عند السلطان مسعود ولا غيره ثم ملك أكثر أذربيجان وبلاد الجبل وهمذان وغيرها واصفهان والري وما والاهما من البلاد وخطب بالسلطنة لابن امرأته أرسلان شاه بن طغرل وكان عسكره خمسين ألف فارس سوى الأتباع واتسع ملكه من باب تفليس إلى كرمان ولم يكن السلطان أرسلان شاه معه حكم إنما كان له جراية تصل إليه‏.‏

وبلغ من تحكمه عليه أنه شرب ذات ليلة فوهب ما في خزانته وكان كثيرًا فلما سمع إيلدكز بذلك استعاده جميعه وقال له‏:‏ متى أخرجت المال في غير وجههن أخذته أيضًا من غير وجهه وظلمت الرعية‏.‏

وكان إيلدكز عاقلًا حسن السيرة يجلس بنفسه للرعية ويسمع شكاويهم وينصف بعضهم من بعض



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق