إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 3 يونيو 2016

6 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الخامس ذكر ابتداء الدولة العلويّة بإفريقية


6

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الخامس

ذكر ابتداء الدولة العلويّة بإفريقية

هذه دولة اتّسعت أكناف مملكتها وطالت مدّتها فإنّها ملكت إفريقية هذه السنة وانقرضت دولتهم بمصر سنة سبع وستين وخمسمائة فنحتاج أن نستقصي ذكرها فنقول‏:‏ أوّل مَن وليَ منهم أبو محمّد عبيد الله فقيل هو محمّد بن عبد الله بن ميمون بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنهم ومَن ينسب هذا النسب يجعله عبد الله بن ميمون القدّاح الذي يُنسب إليه القدّاحيّة وقيل هو عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني ابن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عليّ بن عليّ بن الحسين بن أبي طالب رضي الله عنهم‏.‏

وقد اختلف العلماء في صحّة نسبه فقال هو وأصحابه القائلون بإمامته‏:‏ إنّ نسبه صحيح على ما

ذكرناه ولم يرتابوا فيه وذهب كثير من العلويّين العالمين بالأنساب إلى موافقتهم أيضًا ويشهد بصحّة هذا القول ما قاله الشريف الرَّضيُّ‏:‏ ما مُقامي على الهوان وعندي مِقْوَلٌ صارمٌ وأنْفٌ حميُّ ألبَسُ الذُّلّ في بلاد الأعادي وبمصر الخليفةُ العَلَويُّ مَنْ أبوه أبي ومولاه مولا ي إذا ضامني البعيدُ القَصيُّ لفّ عرقي بعرقه سيّدَا النّا س جميعًا‏:‏ محمّدٌ وعليُّ إنّ ذُلّي بذلك الجَوّ عزٌّ وأُوامي بذلك النّقْعِ ريُّ وإنّما لم يودعها في بعض ديوانه خوفًا ولا حجّة بما كَتبه في المحضر المتضمّن القدح في أنسابهم فإنّ الخوف يحمل على أكثر من هذا على أنّه قد ورد ما يصدّق ما ذكرتُه وهو أنّ القادر بالله لمّا بلغته هذه الأبيات أحضر القاضي أبا بكر بن الباقلانيّ فأرسله إلى الشريف أبي أحمد الموسويّ والد الشريف الرضيّ يقول له‏:‏ قد عرفتَ منزلتك منّا وما لا نزال عليه من الاعتداد بك بصدق الموالاة منك وما تقدّم لك في الدولة من مواقف محمودة ولا يجوز أن تكون أنت على خليفة ترضاه ويكون ولدك على ما يضادّها وقد بلغنا أنّه قال شعرًا وهو كذا وكذا فيا ليت شعري على أيّ مقام ذلٍّ أقام وهو ناظر في النّقابة والحجّ وهما من أشرف الأعمال ولو كان بمصر لكان كبعض الرعايا وأطال القول فحلف أبو أحمد أنّه ما علم بذلك‏.‏

وأحضر ولده وقال له في المعنى فأنكر الشعر فقال له‏:‏ اكتب خطّك إلى الخليفة بالاعتذار واذكر فيه أنّ نسب المصريّ مدخولٌ وأنّه مدّع في نسبه فقال‏:‏ لا أفعل‏!‏ فقال أبوه‏:‏ تكذّبني في قولي فقال‏:‏ ما أكذبك ولكنيّ أخاف من الديلم أخاف من المصريّ ومن الدُّعاة في البلاد فقال أبوه‏:‏ أتخاف ممّن هو بعيد عنك وتراقبه وتُسخط من هو قريب وأنت بمرأى منه ومسمع وهو قادر عليك وعلى أهل بيتك وتردّد القول بينهما ولم يكتب الرضيُّ خطّه فحرد عليه أبوه وغضب وحلف أنّه لا يقيم معه في بلد فآل الأمر إلى أنّ حلف الرضيُّ أنّه ما قال هذا الشعر واندرجت القصّة على هذا‏.‏

ففي امتناع الرضيّ من الاعتذار ومن أن يكتب طعنًا في نسبهم مع الخوف دليلٌ قويٌّ على صحّة نسبهم‏.‏

وسألتُ أنا جماعة من أعيان العلويّين في نسبه فلم يرتابوا في صحّته وذهب غيرهم إلى أنّ نسبه مدخول ليس بصحيح وعدا طائفة منهم إلى أن جعلوا نسبه يهوديًّا وقد كُتب في الأيّام القادريّة محضر يتضمّن القدح في نسبه ونسب أولاده وكتب فيه جماعة من العلويّين وغيرهم أنّ فممن كتب فيه من العلويّين المرتضى وأخوه الرضيُّ وابن البطحاوي وابن الأزرق العلويّان ومن غيرهم ابن الأكفانيّ وابن الخرزيّ وأبو العبّاس الأبيورديُّ وأبو حامد والكشفليُّ والقدوريُّ والصَّيْمريُّ وأبو الفضل النسويُّ وأبو جعفر النسفيُّ وأبو عبدالله بن النُّعمان فقيه الشيعة‏.‏

وزعم القائلون بصحّة نسبه أنّ العلماء ممّن كتب في المحضر إنّما كتبوا خوفًا وتقيّة ومن لا علم عنده بالأنساب فلا احتجاج بقوله‏.‏

وزعم الأمير عبد العزيز صاحب تاريخ إفريقية والمغرب أنّ نسبه مُعرِقٌ في إليهوديّة ونقل فيه عن جماعة من العلماء وقد استقصى



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق