إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

56 ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) للمقدسي الجزء الأول إقليم الشام الرقيم:



56


( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) للمقدسي

 الجزء الأول
  
 إقليم الشام
 
 الرقيم:


قر ية على فرسخ من عمان على تخوم البادية، فيها مغارة لها بابان صغير وكبير يزعمون أن من دخل الكبير ولم يمكنه الدخول من الصغير فهو ممذر، وفي المغارة ثلاثة قبور وهي التي حدثنا أبو الفضل محمد بن منصور قال: حدثنا أبو بكر بن سعيد، قال: حدثنا الفضل بن حماد، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، قال: أخبرني نافع عن عبد الله ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينما نفر ثلاثة يتماشون إذ أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطت إلى فم غارهم صخرة من الجبل فاطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالاً عملتموها لله عز وجل صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها، فقال أحدهم: اللهم كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي اسقيتهما قبل ولدي، وأنه نابني السخريوماً فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسها أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية ينضاعون فلم نزل كذلك حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجةً نرى منها السماء، ففرج إلله تعالى فرجة رأوا منها السماء، وقال الآخر: اللهم أنه كانت لي ابنة عم أحببمها كأشد ما يحب الرجال، فطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها، فلما وقعت بين رجليها، قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها فإن كنت تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجاً. ففرج الله لهم فرجة. وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيراً بعرف من ارز، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه حقه فتركه ورغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقراً وراعيها، فجاءني وقال اتق الله ولا تظلمني وأعطني حقي فقلت إذهب إلى تلك البقر وراعيها، فخذها، فقال اتق الله ولا تهزأ بي، فقلت إني لا اهزأ بك خذ تلك البقر وراعيها، فأخذها وانطلق بها، فإن كنت تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي. ففرج الله عنهم.
 

  ولهذه الكورة قرى جليلة ذات منابر أعمر وأجل من أكثر مدن الجزيرة، وهي مذكورة غير أنه لما لم يكن لها قوة المدن في الآئين ولا ضعف القرى في المعمول وتردد أمرها بين الرتبتين وجب أن نستظهر بذكرها ونبين مواضعها. منها لد: وهي على ميل من الرملة، بها جامع يجمع به خلق كثيرمن أهل القصبة وما حوله من القرى وبها كنيسة عجيبة على بابها يقتل عيسى الدجال. كفرسابا: كبيرة بجامع على جادة دمشق. عاقر: قرية كبيرة بها جامع كبير، لهم رغبة في الخير، وليس مثل خبزهم على جادة مكة. يبنا: بها جامع نفيس، معدن التين الدمشقي الفائق. عمواس: ذكروا أنها كانت القصبة في القديم. وإنما تقدموا إلى السهل والبحر من أجل الآبار لأن هذه على حد الجبل. كفرسلام: من قرى قيسارية كبيرة آهلة، بها جامع على الجادة.
 ولهذه القصبة رباطات على البحريقع بها النفير، وتقلع إليها شلنديات الروم وشوانيهم معهم أساري المسلمين للبيع كل ثلاثة بمائة دينار، وفي كل رباط قوم يعرفون لسانهم ويذهبون إليهم في الرسالات ويحمل إليهم أصناف الأطعمة، وقد ضج بالنفير لما تراءت مراكبهم، فإن كان ليل أوقدت منارة ذلك الرباط وإن كان نهار دخنوا، ومن كل رباط إلى القصبة عدة مناير شاهقة قد رتب فيها أقوام،، فتوقد المنارة التي للرباط ثم التي تليها ثم الأخرى، فلا يكون ساعة إلا وقد أنفر بالقصبة وضرب الطبل على المنارة ونودي إلى ذلك الرباط وخرج الناس بالسلاح والقوة، واجتمع أحداث الرساتيق ثم يكون الفداء، فرجل يشتري رجلاً وآخر يطرح درهماً أو خاتماً حتى يشترى ما معهم. ورباطات هذه الكورة التي يقع بهن الفداء: غزة، ميماس، عسقلان، ماحوز أزذود، ماحوز يبنا، يافه، أرسوف.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق