14
( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) للمقدسي
الجزء الأول
أقاليم العرب
جزيرة العرب
مدينة منى:
على فرسخ من مكة، وهي من الحرم. طولها ميلان، تعمر أيام الموسم وتخلو بقية السنة إلا ممن يحفظها. وكان أبو الحسن الكرخي يحتج لأبي حنيفة في جواز الجمعة بها إنها ومكة كمصر واحد. فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة وقال: إنها مصر من أمصار المسلمين، تعمر وقتاً وتخلو وقتاً، وخلوها لا يخرجها من حد الامصار، وعلى هذه العلة يعتمد القاضي أبو الحسين القزويني. وسألني يوماً: كم يسكنها وسط السنة من الناس. قلت عشرون ثلاثون رجلاً وقل مضرب إلا وفيه امرأة تحفظه، قال: صدق أبو بكر وأصاب فيما علمك. فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغولني بنيسابور حكيت له ذلك، فقال: العلة ما نص بهأ أبو الحسن إلا ترى إلى قول الله عز أسمه: ثم محلها إلى البيت العتيق ، وقال: هدياً بالغ الكعبة وإنما يقع النحر بمنى . وقل بلد مذكور في الاسلام إلا ولأهله به مضرب، وعلى رأسها من نحو مكة عقبة ترمي عليها الجمرة يوم النحر، والثالث من الأيام الأخر، والأولى بقرب مسجد الخيف، والوسطى بينهما. ومنى شعبان فيهما أزقته، والمسجد في الشارع الايمن، ومسجد الكبش بقرب العقبة، بها آبار ومصانع وقياسير وحوانيت حسنة البناء بالحجر وخشب الساج، وهي بين جبلين يطلان عليها.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق