[ 420 ]
تاريخ الطبري ج 5
الناس عبد الله بن أبى عبد الله مولى بنى سليم وقالوا عرضنا لخاقان والترك ما أراد إلا هلاكنا فقال عبد الله بن حبيب لحرب بن صبح كم كانت لكم الساقة اليوم قال ألف وستمائة قال لقد عرضنا للهلاك قال فأمر الجنيد بحمل العيال قال وخرج والناس معه وعلى طلائعه الوليد بن القعقاع العبسى وزياد بن خيران الطائى فسرح الجنيد الاشهب بن عبيد الله الحنظلي ومعه عشرة من طلائع الجند وقال له كلما مضيت مرحلة فسرح إلى رجلا يعلمنى الخبر قال وسار الجنيد فلما صار بقصر الريح أخذ عطاء الدبوسي بلجام الجنيد وكبحه فقرع رأسه هارون الشاشى مولى بنى حازم بالرمح حتى كسره على رأسه فقال الجنيد لهارون خل عن الدبوسي وقال له مالك يا دبوسي فقال انظر أضعف شيخ في عسكرك فسلحه سلاحا تاما وقلده سيفا وجعبة وترسا وأعطه رمحا ثم سربنا على قدر مشيه فانا لا نقدر على السوق والقتال وسرعة السير ونحن رجالة ففعل ذلك الجنيد فلم يعرض للناس عارض حتى خرجوا من الاماكن المخوفة ودنا من الطواويس فجاءتنا الطلائع بإقبال خاقان فعرضوا له بكرمينية أول يوم من رمضان فلما ارتحل الجنيد من كرمينية قدم محمد بن الرندى في الاساورة آخر الليل فلما كان في طرف مفازة كرمينية رأى ضعف العدو فرجع إلى الجنيد فأخبره فنادى منادى الجنيد ألا يخرج المكتبون إلى عدوهم فخرج الناس ونشبت الحرب فنادى رجل أيها الناس صرتم حرورية فاستقتلتم وجاء عبد الله بن أبى عبد الله إلى الجنيد يضحك فقال له الجنيد ما هذا بيوم ضحك فقيل له إنه ضحك تعجبا فالحمد لله الذى لم يلقك هؤلاء إلا في جبال معطشة فهم على ظهر وأنت مخندق آخر النهار كالين وأنت معك الزاد فقاتلوا قليلا ثم رجعوا وكان عبد الله بن أبى عبد الله قال للجنيد وهم يقاتلون ارتحل فقال الجنيد وهل من حيلة قال نعم تمضى برايتك قدر ثلاث غلاء فان خاقان ود أنك أقمت فينطوى عليك إذا شاء فأمر بالرحيل وعبد الله بن أبى عبد الله على الساقة فأرسل إليه انزل قال أنزل على غير ماء فأرسل إليه إن لم تنزل ذهبت خراسان من يدك فنزل وأمر الناس أن يسقوا فذهبت الناس الرجالة
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق