255
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر وفاة خوارزم شاه أرسلان
وملك ولده سلطان شاه وبعده ولده الآخر تكش وقتل المؤيد وملك ابنه في هذه السنة توفي خوارزم شاه أرسلان بن أتسز بن محمد بن أنوشتكين قد عاد من قتال الخطا مريضًا فتوفي وملك بعده سلطان شاه مسعود ودبرت والدته المملكة والعساكر.
وكان ابنه الأكبر علاء الدين تكش مقيمًا في الجند قد أقطعه أبوه إياها فلما بلغه موت أبيه وتولية أخيه الصغير انف من ذلك وقصد ملك الخطا واستمده على أخيه واستمده على أخيه وأطمعه في الأموال وذخائر خوارزم فسير معه جيشًا كثيفًا مقدمهم قومًا فساروا حتى قاربوا خوارزم فخرج سلطان شاه وأمه إلى المؤيد فأهدى له هدية جليلة المقدار ووعده أموال خوارزم وذخائرها فاغتر بقوله وجمع جيوشه وسار معه حتى بلغ سوبرني بليدة على عشرين فرسخًا من خوارزم وكان تكش قد عسكر بالقرب منها فتقدم إليهم فلما تراءى الجمعان انهزم عسكر المؤيد وكسر المؤيد وأخذ أسيرًا وجيء به إلى خوارزم شاه تكش فأمر بقتله فقتل بين يديه صبرًا.
وهرب سلطان شاه وأخذ إلى دهستان فقصده خوارزم شاه تكش فافتتح المدينة عنوة فهرب سلطان شاه وأخذت أمه فقتلها تكش وعاد خوارزم.
ولما عاد المنهزمون من عسكر المؤيد إلى نيسابور ملكوا ابنه طغان شاه أبا بكر بن المؤيد واتصل به سلطان شاه ثم سار من هناك إلى غياث الدين ملك الغورية فأكرمه وعظمه وأحسن ضيافته.
وأما علاء الدين تكش فإنه لما ثبت قدمه بخوارزم اتصلت به رسل الخطا بالاقتراحات والتحكم كعادتهم فأخذته حمية الملك والدين وقتل أحد أقارب الملك وكان قد ورد إليه ومعه جماعة أرسلهم ملكهم في مطالبة خوارزم شاه بالمال فأمر خوارزم شاه أعيان خوارزم فقتل كل واحد منهم رجلًا من الخطا فلم يسلم منهم أحد ونبذوا إلى ملك الخطا وبلغ ذلك سلطان شاه فسار إلى ملك الخطا واغتنم الفرصة بهذه الحال واستنجده على أخيه علاء الدين تكش وزعم له أن أهل خوارزم معه يريدونه ويختارون ملكه عليهم ولو رأوه لسلموا البلد إليه فسير معه جيشًا كثيرًا من الخطا مع قوما أيضًا فوصلوا إلى خوارزم فحصروها فأمر خوارزم شاه علاء الدين بإجراء ماء جيحون عليهم فكادوا يغرقون فرحلوا ولم يبلغوا منها غرضًا ولحقهم الندم حيث لم ينفعهم ولاموا سلطان شاه وعنفوه فقال لقوما: لو أرسلت معي جيشًا إلى مرو لاستخلصتها من يد دينار الغزي وكان قد استولى عليها من حين كانت فتنة الغز إلى الآن فسير معه جيشًا فنزل على سرخس على غرة من أهلها وهجموا على الغز فقتلوا منهم مقتلة عظيمة فلم يتركوا بها أحدًا منهم وألقى دينار ملكهم نفسه في خندق القلعة فأخرج منه ودخل القلعة وتحصن بها.
وسار سلطان شاه إلى مور فملكها وعاد الخطا إلى ما وراء النهر وجعل سلطان شاه دأبه قتال الغز وقصدهم والقتل فيهم والنهب منهم فلما عجز دينار عن مقاومته أرسل إلى نيسابور إلى طغان شاه ابن المؤيد يقول له ليرسل إليه من يسلم إليه قلعة سرخس فأرسل إليه جيشًا مع أمير اسمه قراقوش فسلم إليه دينار القلعة ولحق بطغان شاه فقصد سلطان شاه سرخس وحصر قلعتها وبلغ ذلك طغان شاه فجمع جيوشه وقصد سرخس فلما التقى هو وسلطان شاه فر طغان شاه إلى نيسابور وذلك سنة ست وسبعين وخمسمائة فأخلى قراقوش قلعة سرخس ولحق بصاحبه وملكها سلطان شاه ثم أخذ طوس وإلزام وضيق الأمر على طغان شاه بعلو همته وقلة قراره وحرصه على طلب الملك.
وكان طغان شاه يحب الدعة ومعاقرة الخمر فلم يزل الحال كذلك إلى أن مات طغان شاه سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة في المحرم وملك ابنه سنجر شاه فغلب عليه مملوك جده المؤيد اسمه منكلي تكين فتفرق الأمراء أنفة من تحكمه واتصل أكثرهم بسلطان شاه وسار الملك دينار إلى كرمان ومعه الغز فملكها.
وأما منكلي تكين فإنه أساء السيرة في الرعية وأخذ أموالهم وقتل بعض الأمراء فسمع خوارزم شاه بذلك فسار إليه فحصره في نيسابور في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة فحصرها شهرين فلم يظفر بها وعاد إلى خوارزم ثم رجع سنة ثلاث وثمانين إلى نيسابور فحصرها وطلبوا منه الأمان فأمنهم فسلموا البلد إليه فقتل منكلي تكين وأخذ سنجر شاه وأكرمه وأنزله بخوارزم وأحسن إليه فأرسل إلى نيسابور يستميل أهلها ليعود إليهم فسمع به خوارزم شاه فأخذ سنجر شاه فسلمه وكان قد تزوج بأمه وزوجه انته فماتت فزوجه بأخته وبقي عنده إلى أن مات سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق