إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 يونيو 2016

97 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس ذكر إخراج جلال الدولة من دار المملكة وإعادته إليها


97

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس

ذكر إخراج جلال الدولة من دار المملكة وإعادته إليها

في هذه السنة في رمضان شغب الجند على جلال الدولة وقبضوا عليه ثم أخرجوه من داره ثم سألوه ليعود إليها فعاد‏.‏

وسبب ذلك أنه استقدم الوزير أبا القاسم من غير أن يعلموا فلما قدم ظنوا أنه إنما ورد للتعرض إلى أموالهم ونعمهم فاستوحشوا واجتمعوا إلى داره وهجموا عليه وأخرجوه إلى مسجد هناك فوكلوا به فيه ثم إنهم أسمعوه ما يكره ونهبوا بعض ما في داره فلما وكلوا به جاء بعض القواد في جماعة من الجند ومن انضاف إليه من العامة والعيارين فأخرجه من المسجد وأعاده إلى داره فنقل جلال الدولة ولده وحرمه وما بقي له إلى الجانب الغربي وعبر هو في الليل إلى الكرخ فلقيه أهل الكرخ بالدعاء فنزل بدار المرتضى وعبر الوزير أبو القاسم معه‏.‏

ثم إن الجند اختلفوا فقال بعضهم‏:‏ نخرجه من بلادنا ونملك غيره‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ ليس من بني بويه غير وغير أبي كاليجار وذلك قد عاد إلى بلاده ولا بد من مداراة هذا‏.‏

فأرسلوا إليه يقولون له‏:‏ نريد أن تنحدر عنا إلى واسط وأنت ملكنا وتترك عندنا بعض أولادك الأصاغر‏.‏

فأجابهم إلى ذلك وأرسل سرًا إلى الغلمان الأصاغر فاستمالهم إلى كل واحد من الأكابر وقال‏:‏ إنما أثق بك وأسكن إليك واستمالهم أيضًا فعبروا إليه وقبلوا الأرض بين يديه وسألوه العود إلى دار الملك فعاد وحلف لهم على إخلاص النية والإحسان إليهم وحلفوا له على المناصحة واستقر في داره‏.‏

في هذه السنة توفي الوزير أحمد بن الحسن الميمندي وزير مسعود بن سبكتكين ووزر بعده أبو نصر أحمد بن علي بن عبد الصمد وكان وزير هارون التونتاش صاحب خوارزم ووزر بعده لهارون ابنه عبد الجبار‏.‏

وفيها ثار العيارون ببغداد وأخذوا أموال الناس ظاهرًا وعظم الأمر على أهل البلد وطمع المفسدون إلى حد أن بعض القواد الكبار أخذ أربعة من العيارين فجاء عقيدهم وأخذ من اصحاب القائد أربعة وحضر باب داره ودق عليه الباب فكلمه من داخل فقال العقيد‏:‏ قد أخذت من أصحابك أربعة فإن أطلقت من عندك أطلقت من عندي وإلا قتلتهم وأحرقت دارك‏!‏ فأطلقهم القائد‏.‏

وفيها تأخر الحاج من خراسان‏.‏

وفيها خرج حجاج البصرة بخفير فغدر بهم ونهبهم‏.‏

وفيها في جمادى الأولى توفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيضاوي الفقيه الشافعي عن نيف وثمانين سنة‏.‏

وفيها في شوال توفي أبو الحسن بن السماك القاضي عن خمس وتسعين سنة‏.‏


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق