9
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الخامس
ذكر ملكه مدينة مِيْلَةَ وانهزامه
فلمّا تمّ لأبي عبد الله ذلك زحف إلى مدين مِيْلة فجاءه منها رجل اسمه الحسن بن أحمد فأطلعه على غرّة البلد فقاتل أهله قتالًا شديدًا وأخذ الأرباض فطلبوا منه الأمان فأمّنهم ودخل مدينة مِيلة وبلغ الخبر أمير إفريقية وهو حينئذٍ إبراهيم بن أحمد فنفّذ ولده الأحول في اثني عشر ألفًا وتبعه مثلهم فالتقيا فاقتتل العسكران فانهزم أبو عبد الله وكثر القتل في أصحابه وتبعه الأحول وسقط ثلج عظيم حال بينهم وسار أبو عبد الله إلى جبل إنِكجَان فوصل الأحوال إلى مدينة ناصرون فأحرقها وأحرق مدينة مِيلَة ولم يجد بها أحدًا.
وبنى أبو عبد الله بإنْكِجَانَ دار هجرة فقصدها أصحابه وعاد الأحول إلى إفريقية فسار أبو عبد الله بعد رحيلهم فغنم ما رأى ممّا تخلّف عنهم وأتاه خبر وفاة إبراهيم فسُرّ به ثمّ أتاه وكان الحول قد جمع جيشًا كثيرًا أيّام أخيه أبي العبّاس ولقي أبا عبد الله فانهزم الأحول.
وبقي الأحول قريبًا منه يقاتله ويمنعه من التقدّم فلمّا وليَ أبو مُضر زيادة الله إفريقية أحضر الأحولَ وقتله كما ذكرناه ولم يكن أحولَ وإنّما كان يكسر عينه إذا أدام النظر فلُقّب بهِ فلمّا قُتل انتشرت حينئذ جيوش أبي عبدالله في البلاد وصار أبو عبدالله يقول: المهديُّ يخرج في هذه الأيّام ويملك الأرض فيا طوبى لمن هاجر إليّ وأطاعني! ويغري الناس بأبي مُضر ويعيبه.
وكان كلّ مَن عنده زيادة الله من الوزراء شيعة فلا يسوءهم أن يظفر أبو عبدالله لا سيّما مع ما كان يُذكر لهم من الكرامات التي للمهديّ من إحياء الموتى وردّ الشمس من مغربها وملكه الأرض بأسرها! وأبو عبد الله يرسل إليهم ويسحرهم ويعدهم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق