إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 مايو 2016

222 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر عزل خالد وأخيه أسد عن خاسان وولاية أشرس




222


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر عزل خالد وأخيه أسد عن خاسان وولاية أشرس
 

قيل‏:‏ وفي هذه السنة عزل هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الله وأخاه عن خراسان‏.‏

وسبب ذلك أن أسدًا تعصب حتى أفسد الناس وضرب نصر بن سيار ونفرًا معه بالسياط منهم‏:‏ عبد الرحمن بن نعيم وسورة بن الحر والبختري ابن أبي درهم وعامر بن مالك الحماني وحلقهم وسيرهم إلى أخيه خالد وكتب إليه‏:‏ إنهم أرادوا الوثوب بي‏.‏

فلما قدموا على خالد لام أسدًا وعنفه وقال‏:‏ ألا بعث إلي برؤوسهم فقال‏:‏ نصر‏:‏ إن أكن موثقًا أسيرًا لديهم في همومٍ وكربةٍ وسهوم رهن تعس فما وجدت بلاءٍ كإسار الكرام عند اللئيم أبلغ المدعين قسرًا وقسر أهل عود القناة ذات الصون هل فطمتم عن الخيانة والغد رأم أنتم كالحاكر المستديم وقال الفرزدق‏:‏ أخالد لولا الله لم تعط طاعةً ولولا بنو مروان لم يوثقوا نصرًا إذًا للقيتم عند سد وثاقه بني الحرب لا كشف اللقاء ولا ضجرا وخطب يومًا أسد فقال‏:‏ قبح الله هذه الوجوه وجوه أهل الشقاق والنفاق والشغب والفساد‏!‏ اللهم فرق بيني وبينهم وأخرجني إلى مهاجري ووطني‏.‏

فبلغ فعله هشام بن عبد الملك فكتب إلى خالد‏:‏ اعزل أخاك فعزله فرجع إلى العراق في رمضان سنة تسع ومائة واستخلف على خراسان الحكم ابن عوانة الكلبي فأقام الحكم صيفية فلم يغز ثم استعمل هشام أشرس ابن عبد الله السلمي على خراسان وأمره أن يكاتب خالدًا‏.‏

وكان أشرس فاضلًا خيرًا وكانوا يسمونه الكامل لفضله فلما قدم خراسان فرحوا به واستقضى أبا المنازل الكندي ثم عزله واستقضى محمد بن زيد‏.‏

قبل‏:‏ أول من قدم خراسان من دعاة بني العباس زياد أبو محمد مولى همدان في ولاية أسد بعثه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وقال له‏:‏ انزل في اليمن والأطف مضر ونهاه عن رجل من نيسابور يقال له غالب لأنه كان مفرطًا في حب بني فاطمة ويقال‏:‏ أول من أتى خراسان بكتاب محمد بن علي حرب بن عثمان مولى بني قيس بن ثعلبة من أهل بلخ فما قدم زياد دعا إلى بني العباس وذكر سيرة بني أمية وظلمهم وأطعم الناس الطعام وقدم عليه غالب وتناظرا في تفضيل آل علي وآل العباس وافترقا وأقام زياد بمرو وشتوة ويختلف إليه من أهلها يحيى بن عقيل الخزاعي وغيره‏.‏

فأخبر به أسد فدعاه وقال له‏:‏ ما هذا الذي بلغني عنك قال‏:‏ الباطل وإنما قدمت إلى تجارة وقد فرقت مالي على الناس فإذا اجتمع خرجت‏.‏

فقال له أسد‏:‏ اخرج عن بلادي‏.‏

فانصرف فعاد إلى أمره فرفع أمره إلى أسد وخوف من جانبه فأحضره وقتل معه عشرة من أهل الكوفة ولم يبنج منهم إلا غلامان استصغرهما وقيل‏:‏ بل أمر بزياد أن يوسط بالسيف فضربوه بالسيف فلم يعمل فيه فكبر الناس فقال أسد‏:‏ ما هذا قيل‏:‏ نبا السيف عنه ثم ضرب أخرى فنبا السيف عنه ثم ضربه الثالثة فقطعه باثنتين وعرض البراءة على أصحابه فممن تبرأ خلى سبيله فتبرأ اثنان فتركا وأبى البراءة ثمانية فقتلوا‏.‏

فلما كان الغد أقبل أحدهما إلى أسد فقال‏:‏ أسألك أن تلحقني بأصحابي فقتله وذلك قبل الأضحى بأربعة أيام ثم قدم بعدهم رجل من أهل الكوفة يسمى كثيرًا فنزل على أبي النجم وكان يأتيه الذين لقوا زيادًا فكان على ذلك سنة أو سنتين وكان أميًا فقدم عليه خداش واسمه عمارة غلب عليه خداش فغلب كثيرًا على أمره‏.‏

وقيل في أمل الدعاة ما تقدم‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق