إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 مايو 2016

182 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر استعمال سعيد خذينة على خراسان لمسلمة


182

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر استعمال سعيد خذينة على خراسان لمسلمة
 

استعمل مسلمة على خراسان سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وهو الذي يقال له سعيد خذينة وإنما لقب بذلك لأنه كان رجلًا لينًا متنعمًا فدخل عليه ملك أبغر وسعيد في ثياب مصبغة وحوله مرافق مصبغة فلما خرج من عنده قالا‏:‏ كيف رأيت الأمير قال‏:‏ خذينة فلقب خذينة وخذينة هي الهقانة ربة البيت‏.‏

وكان سعيد تزوج ابنة مسلمة فلهذا استعمله على خراسان‏.‏

فلما استعمل مسلمة سعيدًا على خراسان سار إليها فاستعمل شعبة بن ظهير النهشلي على سمرقند فسار إليها فقدم الصغد وكان أهلها كفروا في ولاية عبد الرحمن ابن نعيم ثم عادوا إلى الصلح فخطب شعبة أهل الصغد ووبخ سكانها من العرب وغيرهم بالجبن وقال‏:‏ ما أرى فيكم جريحًا ولا أسمع أنة‏.‏

فاعتذروا ليه بأن جبنوا أميرهم علباء بن حبيب العبدي‏.‏

وأخذ سعيد عمال عبد الرحمن بن عبد الله الذين ولوا أيام عمر بن عبد العزيز فحبسهم ثم أطلقهم ثم رفع إلى سعيد أن جهم بن زحر الجعفي وعبد العزيز بن عمرو بن الحجاج الزبيدي والمنتجع بن عبد الرحمن الأزدي ولوا ليزيد بن المهلب في ثمانية نفر وعندهم أموال قد أخفوها من فيء المسلمين‏.‏

فأرسل إليهم فحبسهم بقهندر مرو وحمل جهم بن زحر على حمار وأطاف به فضربه مائتي سوط وأمر به وبالثمانية الذين حبسوا معه فسلموا إلى ورقاء بن نصر الباهلي فاستعفاه فأعفاه فسلمهم إلى عبد الحميد ابن دثار وعبد الملك بن دثار والزير بن نشيط مولى باهلة فقتلوا في العذاب جهم بن زحر وعبد العزيز والمنتجع وعذبوا القعقاع وقمًا حتى أشفوا على الموت فلم يزالوا في السجن حتى غزاهم الترك والصغد فأمر سعيد بإخراجهم وكان يقول‏:‏ قبح الله الزبير فإنه قتل جهمًا‏!‏ ذكر البيعة بولاية العهد لهشام والوليد لما وجه يزيد بن عبد الملك الجيوش إلى يزيد بن المهلب على ما ذكرناه واستعمل على الجيش مسلمة بن عبد الملك أخاه والعباس بن الوليد بن عبد الملك وهو ابن أخيه قالا له‏:‏ يا أمير المؤمنين إن أهل العراق أهل غدر وإرجاف وقد توجهنا محاربين والحوادث تحدث ولا نأمن أن يرجف أهل العراق ويقولوا مات أمير المؤمنين فيفت ذلك في أعضادنا فلو عهدت عهد عبد العزيز بن الوليد لكان رأيًا صوابًا‏.‏فبلغ ذلك مسلمة بن عبد الملك فأتى أخاه يزيد فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إنما أحب إليك أخوك أم ابن أخيك فقال‏:‏ بلى أخي‏.‏

فقال‏:‏ فأخوك أحق بالخلافة‏.‏

فقال يزيد‏:‏ إذا لم تكن في ولدي فأخي أحق بها من ابن أخي كما ذكرت‏.‏

قال‏:‏ فابنك لم يبلغ فبايع لهشام بن عبد الملك ثم بعده لابنك الوليد وكان الويد يومئذ ابن إحدى عشرة سنة فبايع بولاية العهد لهشام بن عبد الملك أخيه وبعده لأبنه الوليد بن يزيد ثم عاش يزيد حتى بلغ ابنه الوليد فكان إذا رآه يقول‏:‏ والله بيني وبين من جعل هشامًا بيني وبينك‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق