16
( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) للمقدسي
الجزء الأول
أقاليم العرب
جزيرة العرب
عرفة:
قرية فيها مزارع وخضر ومباطح، وبها دور حسنة لأهل مكة ينزلونها يوم عرفة، والموقف منها على صيحة عند جبل متلاط، وثم سقايات وحياض وقناة تخر وعلم قد بني يقف خلفه الأمام للدعاء، والناس حوله على جبال بقربه لاطية. والمصلى على حافة وادي عرنة على تخوم عرفة. ولا يجوز الوقوف بالوادي، ومن خرج إليه قبل غيبوبة الشمس وجب عليه دم. وعلى حد عرفة أعلام بيض، وفي المصلى منبر من الآجر، وخلفه حوض كبير، وقبله بميلين المأزمين هي حد الحرم. بطن محسر: واد بين منى والمزدلفة، هوتخم المزدلفة. التنعيم: موضع به مساجد حول مسجد عائشة، وسقايات على طريق المدينة منه يحرم المكيون بالعمرة، ويحدق بالحرم أعلام بيض، وهو من طريق الغرب التنعيم ثلاثة أميال، ومن طريق العراق تسعة أميال، ومن طريق اليمن سبعة أميال، ومن طريق الطائف احد عشر ميلاً، ومن طريق الجادة عشرة أميال. ذوالحليفة: قرية عند يثرب، بها مسجد عامر، وبالقرب آبار، ولا يرى بها ديار. الجحفة: مدينة عامرة يسكنها بنوجعفر، عليها حصن ببابين، وبها أباريسيرة، وعلى ميلين عين وبها بركة كبيرة ربما عز بها الماء وهي كثيرة الحمى. أخبرنا شافع بن محمد قال: حدثنا علي بن الرجاء قال: حدثنا أبو عتبة قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشد وانقل حماها إلى الجحفة. قرن: مدينة صغيرة خلف الطائفت على طريق صنعاء. يلملم: منزل على طريق زبيد عامر. ذات عرق: قرية بها آبار قريبة المستقى يابسة عابسة على منزلين. أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الاصبهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد قال. حدثنا نافع مولى ابن عمر عن عبدالله بن عمر: أن رجلاً قام في المسجد فقال يا رسول الله من أين تأمرنا أن نهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن، فقال ابن عمر: يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهل أهل اليمن من يلملم في حديث آخر، ويهل أهل العراق من ذات عرق. الذبيب: ميقات الغرب في البحر جبل أزاء الجحفة. شقان: ميقات أهل اليمن في البحر موضع قبال يلملم. عيذاب: مدينة قبالة جدة، يحرم منها من قصد من ذلك الوجه. فهذه مواقيت الآفاق فمن جاوزهن يريد مكة ثم رجع نظر فإن كان لبى سقط عنه الدم، وقال بعض لا يسقط، وقال بعض يسقط وإن لم يلب. ولا يجاوز آفاقي ميقاتا إلا محرماً وإن لم يكن ميقاته كالشامي إذا اجتاز بذي الحليفة. وميقات أهل مكة في الحج منها. الجعرانة: على مرحلة من مكة يخرج الناس إليها في الاحرام بالعمرة.
فهذه مشاهد المناسك وجميع ما يؤدى فيها ثلاث فرائض وست واجبات وخمس سنن. أما الفرائض: فالاحرام، والوقوف بعرفة، وا لطواف للزيارة. والواجبات: الاحرام من الوقت، والسعي بين الصفا والمروة، والافاضة من عرفات بعد المغرب. والسنن: طواف القدوم والرمل في ثلاثة أشواط منه، والعدو في السعي بين العلمين، والافاضة من المزدلفة قبل الطلوع، والاقامة بمنى أيام منى. وقال بعضهم السعي فرض وقال بعض طواف القدوم واجب وطواف الصدر سنة.
نرجع الآن إلى وصف مدائن هذه الكورة ونواحيها على الترتيب.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق