إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 أكتوبر 2014

333 حسْن المُحاضرة في تاريخ مصْر والقاهرَة ذكر من كان بمصر من الأئمة المجتهدين


333

حسْن المُحاضرة في تاريخ مصْر والقاهرَة

ذكر من كان بمصر من الأئمة المجتهدين



من للفتاوى وحل المشكلات إذا ... جل الخطاب وظل القوم في فكر
لمن يكون اختلاف الناس إن نعقت ... عمياء والحكم فيها غير مستطر
قالوا إذا عضلت نبه لها عمرا ... ونم فمن بعده للمشكل العسر
من لو رآه ابن إدريس الإمام إذا ... أقر أو قر عينا منه بالنظر
قد كان بالأم برا حين هذبها ... تهذيب منتصر للحق معتبر
ترى خوارق في استنباطه عجبا ... يردها العقل لولا شاهد البصر
قالت حواسده لما رأوا غررا ... من بحثه خبرها يربو على الخبر
الله أكبر ما هذا سوى ملك ... وحاش لله ما هذا من البشر
عهدي بأكبرهم قدرا بحضرته ... مثل البغاث لدى صقر من الصغر
محدث قل لمن كانوا قد اجتمعوا ... ليسمعوا عنه فزتم منه بالوطر
علوتم فتواضعتم على ثقة ... لما تواضع أقوام على غرر
محقق كم له بالفتح من مدد ... تحقيق رجوى نبي الله في عمر
حكى الجنيد مقامات بها فله ... تذكير ناس وتنبيه لمدكر
وبابه يتلقى فيه قاصده ... بشر وسهل ومعروف به وسرى
لو قال هذي السواري الخشب من ذهب ... قامت له حجج يشرقن كالدرر
وإن تكلم يوما في مناظرة ... يدق معناه عن إدراك ذي نظر
سل ابن عدلان عن تحقيقه وأبا ... حيان واعدل إذا حكمت واعتبر
مسدد الرأي حجاج الخصوم غدا ... في سعيه خير حجاج ومعتمر
كم حجة وغزاة قد سما بهما ... وكم حوى عمر الخيرات من عمر
أصم ناعيه آذانا، وقيد أذ ... هانا وأطلق أجفانا لمنكسر
سعى إلينا به يوم الوقوف فما ... أجابه الركب إلا بالثنا العطر
نعاه في يوم تعريف الحجيج فقد ... عجوا وضجوا أسى من حادث نكر
يا من له جنة المأوى غدت نزلا ... ارقد هنيئا فقلبي منك في سفر
حباك ربك بالحسنى ورؤيته ... زيادة في رضاه عنك فافتخر
أزال عنك تكاليف الحياة فما ... تتلو إذا شئت إلا آخر الزمر
أوحشت صحف علوم كنت تجمعها ... ومنزلا بك معمورا من الخفر
لم يستملك لشاد أو لغانية ... بيت من الشعر أو بيت من الشعر
لكن عكفت على استنباط مسألة ... أو حل معضلة أعيت على الفكر
بالنصر قمت لنص تستدل به ... كالسيف دل على التأثير بالأثر
طويت عنا بساط العلم معتليا ... فاهنأ بمقعد صدق عند مقتدر
كنانة لك مأوى وهي منتسب ... الدار مصر غدت والبيت في مضر
تحمي قسي ركوع مع سهام دعا ... تحل حاشاك من خاط ومن خطر
بضعا وستين عاما ظلت منفردا ... برتبة العلم فيها أي مشتهر
فما برحت مجدا للعلا يقظا ... ولا انتبهت إلى كأس ولا وتر
قد كنت تحمي حمى الإسلام مجتهدا ... حتى تقلد منه الجيد بالدرر
فرقت جمع عدو الدين حيث نجوا ... بجمعهم بين تأنيث ومنكسر
طعنت غير محاب في مقالتهم ... بالسمهرية دون الوخز بالإبر
طورا بسيف الهدى في الملحدين سطا ... تارة بسهام الذكر في التتر
رزء عظيم يسر الملحدون به ... كالإتحادي والشيعي والقدري
ليت الليالي أبقت واحدا جمعت ... فيه هداية أهل النفع والضرر
وليتها إذ فدت عمرا فدت عمرا ... يطالبيه وأولاهم بذي عمر
هيهات لو قبل الموت الفدا بذلت ... في الشيخ من غير ثنيا أنفس البشر
عجبي لقبر حواه إنه عجب ... إذ بان منه اتساع الصدر للبحر
لهفي على فقد شيخ المسلمين لقد ... جل المصاب وفيه عز مصطبري
لهفي عليه سراجا كان متقدا ... يسمو ذكا بذكاء غير منحسر
لولا نداه خشينا نار فكرته ... لكنه بنداه مطفئ الشرر
من ناره ظل بحر النيل محترقا ... حزنا ألا فاعجبوا من فطنة النهر
لهفي وهل نافعي إبداع مرثية ... وكيف يغني كبير القلب بالفقر
لهفي عليه لليل كان يقطعه ... نفلا وذكرا وقرآنا إلى السحر
لهفي عليه لعلم كان يجمعه ... يشق فيه عليه فرقه السهر
لهفي عليه لعان كان ينفعه ... فعلا وقولا فما يؤتى من الحصر
لهفي عليه لضد كان يدفعه ... عن الخلائق من بدو ومن حضر
نعم ويا طول حزني ما حييت على ... عبد الرحيم فحزني غير مقتصر
لهفي على حافظ العصر الذي اشتهرت ... أعلامه كاشتهار الشمس في الظهر
علم الحديث انقضى لما قضى ومضى ... والدهر يفجع بعد العين بالأثر
لهفي على فقد شيخي اللذين هما ... أعز عندي من سمعي ومن بصري
لهفي على من حديثي من كمالهما ... يحيي الرميم ويلهي الحي عن سمر
اثنان لم يرتق النسران ما ارتقيا ... نسر السما إن يلح والأرض إن يطر
ذا شبه فرخ عقاب حجة صدقت ... وذا جهينة إن يسأل عن الخبر
لا ينقضي عجبي عن وفق عمرهما ... العام كالعام حتى الشهر كالشهر
عاشا ثمانين عاما بعدها سنة ... وربع عام سوى نقص لمعتبر
الدين تتبعه الدنيا مضت بهما ... رزية لم تهن يوما على بشر
بالشمس وهو سراج الدين يتبعه ... بدر الدياجي زين الدين في الأثر
ما أظلم الأفق في عيني وقد أفلت ... شمس المنيرة عني وامحي قمري
قد ذقت من بين أحبابي العذاب وهم ... لاح النعيم فساروا سير مبتدر
يا قلب ساروا وما وافقتهم فعلوا ... إلى الرفيق لدى الجنات والنهر
وعشت بعد نواهم مظهرا جلدا ... تكابد الشوق ما أقساك من حجر
وأنت يا طرف لا تنظر لغيرهم ... ما أنت عندي إن تنظر بذي نظر
ولا يغرنك بشر من خلافهم ... ولو أنار فكم نور بلا ثمر
وقل لأسود عيني بعد أبيضه ... يا آخر الصفو هذا أول الكدر
ما بعدهم غاية يا موت تطلبها ... بلغت للأفق في المرقى فلا تطر
بدور تم خلت منهم منازلهم ... والقلب ذو كدر والطرف ذو سهر
غصون روض ذوت في التراب أوجههم ... واوحشتاه لذاك المنظر النضر
دمعي عليهم وشعري في رثائهم ... كالدر ما بين منظوم ومنتثر
دارت كئوس المنايا حين غبت على ... أحباب قلبي فليت الكأس لم تدر
خرجت أنى ألقاهم ففات، فقد ... زهدت في وطني إذ فاتني وطري
لقد رجونا لها قاضي القضاة جلا ... ل الدين حيث لنا أدى السفر
ولى عهد أبيه كان نص على اس ... تخلافه، فانتظر يا خير منتظر
فتى سن وفي المقدار شبه أب ... هذا اتفاق فتى السن والكبر
جارى أباه وأخلق أن يساويه ... والبدر في شفق كالبدر في سحر
له مناقب تسري ما سرى قمر ... وسيرة سار فيها أعدل السير
علم وحلم وعدل شامل وتقى ... وعفة ونوال غير منحصر
خلائق في العلا لما سمعت ونمت ... فاحت ولاحت لنا كالزهر والزهر
يا كامل الأصل داني الفضل وافره ... بسيط فضل العطايا غير منبتر

يا سيدا في المعالي طال مطلبه ... ملكتها عنوة بالحق فاقتصر
إن فهت بالفقه فقت الأقدمين ذكا ... وصلت بالحق صول الصارم الذكر
وإن تكلمت في الأصلين فاعل وطل ... وقل ولا فخر مالرازي بمفتخر
وإن تفسر تحقق كل مشتبه ... وسيف ذهنك شفاق على الطبري
وليس يرفع رأسا سيبويه إذا ... نصبت للنحو طرفا غير منكسر
ومن قديم زمان للحديث لقد ... رقيت في الحفظ والعليا إلى الزهر
مولاي صبرا فما يخفاك أن لنا ... في رزئنا أسوة في سيد البشر
واعذر محبك في إبطاء تعزية ... لغربة ظلت فيها أي معتذر
ولا تقولن لي في غير معتبة ... علي لما أطلت المكث في سفري
أبعد حول توافينا بمرثية ... هلا ونحن على عشر من العشر
وحق رأسك لولا القرب منك لما ... راجعت فكري ولا حققت في نظري
بأي ذهن أقول الشعر وبي ... غم يغم على الألباب والفكر
فكر وحزن بقلبي والحشا سكنا ... وغربة ظلت فيها أي منكسر
هذا على أن رزء الشيخ ليس له ... عندي انقضاء إلى أن ينقضي عمري
فقدت في سفري إذ مات منه دعا ... فالفقد أوجد ما لاقيت في سفري
دامت على لحده سحب الرضا ديما ... ما ناحت الورق في الآصال والبكر
أيقنت أن رياضا قبره فهمت ... عيني عليه بمنهل ومنهمر
ودم لنا أنت ما عن الهلال وما ... غنى المطوق في زاه من الزهر
ودام مجدك محروسا بأربعة ... العز والنصر والإقبال والظفر
77- ترجمة مؤلف هذا الكتاب عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيري الأسيوطي.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق