إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

425 حسْن المُحاضرة في تاريخ مصْر والقاهرَة ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية


425

حسْن المُحاضرة في تاريخ مصْر والقاهرَة

ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية


الدين البلقيني، وأخذ عن البدر الطنبذي والعز بن جماعة والعلاء البخاري وغيرهم. وبرع في الفقه والعربية والأصلين والمعاني، وسمع الحديث، وحدث باليسير، وولي تدريس الحديث بالبرقوقية، ودرس الفقه بالأشرفية والشافعي والشيخونية وقضاء الشافعية بمصر، فباشره بنزاهة وعفة، وأقرأ زمانًا، وانتفع به خلق، ولازمه والدي رحمه الله ثلاثين سنة، وشرع في شرح على المنهاج للنووي. مات يوم الاثنين ثامن عشر المحرم سنة خمسين وثمانمائة.
198- والدي الإمام العلامة كمال الدين أبو المناقب أبو بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر الخضيري السيوطي. ولد رحمه الله بسيوط بعد ثمانمائة تقريبًا، واشتغل ببلده، وتولى بها القضاء قبل قدومه إلى القاهرة، ثم قدمها فلازم العلامة القاياتي، وأخذ عنه الكثير من الفقه والأصول والكلام والنحو والإعراب والمعاني والمنطق؛ وأجازه بالتدريس في سنة تسع وعشرين. وأخذ عن الشيخ باكير، وعن الحافظ ابن حجر علم الحديث، وسمع عليه صحيح مسلم إلا فوتًا، مضبوطًا بخط الشيخ برهان الدين بن خضر سنة سبع وعشرين، وقرأ القرآن على الشيخ محمد الجيلاني. وأخذ أيضًا عن الشيخ عز الدين القدسي وجماعة، وأتقن علومًا جمة، وبرع في كل فنون، وكتب الخط المنسوب، وبلغ في صناعة التوقيع النهاية، وأقر له كل من رآه بالبراعة في الإنشاء، وأذعن له فيه أهل عصره كافة، وأفتى ودرس سنين كثيرة، وناب في الحكم بالقاهرة عن جماعة، بسيرة حميدة، وعفة ونزاهة، وولي درس الفقه بالجامع الشيخوني، وخطب بالجامع الطولوني؛ وكان يخطب من إنشائه خطبة، بل كان شيخ قاضي القضاة شرف الدين المناوي في أوقات الحوادث يسأله في إنشاء خطبة تليق بذلك ليخطب بها في القلعة. وأمَّ بالخليفة المستكفي بالله، وكان يجله إلى الغاية ويعظمه، ولم يكن يتردد إلى أحد من الأكابر غيره. وأخبرني بعض القضاة أن الوالد دار يومًا على الأكابر ليهنئهم بالشهر، فرجع آخر

النهار عطشان، فقال له: قد درنا في هذا اليوم ولم تحصل لنا شربة ماء، ولو ضيعنا هذا الوقت في العبادة لحصل لنا خير كثير، أو ما هذا معناه، ولم يهنِّئ أحدًا بعد ذلك اليوم بشهر ولا غيره. وعين مرة لقضاء مكة، فلم يتفق له. وكان على جانب عظيم من الدين والتحري في الأحكام وعزة النفس والصيانة، يغلب عليه حب الانفراد وعدم الاجتماع بالناس، صبورًا على كثرة أذاهم له، مواظبًا على قراءة القرآن، يختم كل جمعة ختمة، ولم أعرف من أحواله شيئًا بالمشاهدة إلا هذا.
وله من التصانيف: حاشية على شرح الألفية لابن المصنف، وصل فيها إلى أثناء الإضافة، وحاشية على شرح العضد كتب منها يسيرًا، ورسالة على إعراب قول المنهاج: "وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة"، وأجوبة اعتراضات ابن المقرئ على الحاوي. وله كتاب في التصريف وآخر في التوقيع؛ وهذان لم أقف عليهما.
توفي شهيدا بذات الجنب وقت أذان العشاء، لليلة الاثنين من صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة. وتقدم في الصلاة عليه قاضي القضاة شرف الدين المناوي (1) .
وذكر لي بعض الثقات أنه قيل له وهو ينتظر الصلاة عليه: لم يبق هنا مثله، فقال: لا هنا ولا هناك -يشير إلى المدينة- ودفن بالقرافة قريبًا من الشمس الأصفهاني. ولصاحبنا الشيخ شهاب الدين المنصوري فيه أبيات يرثيه بها وهي:
مات الكمال فقالوا ... ولي الحجا والجلال
فللعيون بكاءٌ ... وللدموع انهمال
وفي فؤادي حزن ... ولوعة لا تزال
لله علم وحلم ... وارته تلك الرمال
بكى الرشاد عليه ... دمًا وسر الضلال
_________
(1) نظم العقيان 95، الضوء اللامع 11: 72.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق