ســيــرة الـمـشـاهـير 8
كونراد أديناور
هناك أشحاص تمكنوا من السيطرة على مسار التاريخ العلي، في لحظات معينة، وذلك بفضل طاقاتهم من بين هؤلاء.
مسار حياة
ولد بكولونيا سنة 1867، لعائلة فقيرة، تنتمي إلى البورجوازية الصغيرة. وقد افتتح نشاطه السياسي بعمل جريء. حدث ذلك سنة 1906. كان الشاب أديناور قد أنهى وقتها دراساته القانونية، وكان يعمل في مكتب المستشار القانوني كانسن. وكان هذا الأخير، الذي هو أيضا عمدة كولونيا، في حاجة إلى مساعد ، و قد فكر في اختيار شخص معين لهذه المهمة .وحين
علم أديناور بالأمر، مضى للقائه ، وقال له؛ *ولم لم تقترحني أنا يا سيدي إن لي نفس مقدرات ذلك الشخص الآخر* أدهشت كانسن كل تلك الثقة بالنفس ،فقبل عرض أديناور . وقد انتخب هذا الآخير مساعدا للعمدة، ثم أصبح عمدة،بعد ذلك بسنوات.
ولكنه أقيل من منصبه، سنة 1933، بسبب موقفه المعادي ل*الاشتراكية الوطنية* التي كان يدعو إليها هتلر. بل إنه كاد يفقد حياته لنفس السبب وقد أسس حزب *الاتحاد المسيحي الديمقراطي* (C.D.U)، ثم انتخب، سنة 1949، مستشارا لجمهورية ألمانيا الفدرالية. واستمر في مزاولة مهامة تلك مدة 14 سنة. وفي سنة 1967، توفي الرجل ب*الزعيم الهندي العجوز*، وعمره واحد وتسعون عاما.
أديناور السياسي
كانت ألمانيا، التي دمرتها الحرب، في حاجة إلى شخص مفعم بالحيوية، يستطيع أن يفرض نفسه على الدول التي كانت تحتل ألمانيا، وأن يقدم لأوربا، وخاصة لفرنسا، صورة جديدة عن بلاده، باعتبار أن اختيارها أصبح هو السلام.
ولكن أديناور كان يحترم مبادئ الديمقراطية، رغم ميله إلى الفعالية الشخصية في ممارسة السلطة. وفي المجال الاقتصادي، كان مناصرا للرأسمالية والليبرالية، والمبادرة الحرة.
وفي مقابل حصول بلاده على حريتها السياسية، قدم العديد من الأدلة على تشبثه بالسلم، وبالمصالحة مع فرنسا. وهو لم يكن مضطرا إلى ذلك، فقد كان بمستطاعه أن يعتمد سياسة الانفتاح على الدول الشرقية، وأن يتحالف مع الروس، فيستطيع، بالتالي، مناهضة الحلفاء الغربيين بقوة أكبر. ولكنه لم يشأ ذلك، لأنه كان مسيحيا، ليبراليا، معاديا للشيوعية، كما كان مقتنعا بأن السبيل الأوحد لتفادي الحرب في أروبا هو إقامة روابط عميقة بين ألمانيا وفرنسا في المجال الاقتصادي.
علينا ألاننسى أن أديناور ينتمي في الأصل إلى رينانيا، المقاطعة المتاخمة لفرنسا. وإن كانت رينانيا قد بقيت على الدوام مرتبطة بباقي مناطق ألمانيا، على المستويين الاقتصادي والجغرافي، فهي أقرب إلى الألزاس منها إلى بروسيا. وهذا الضرب من ازدواجية الانتماء يطبع أيضا السلوك السياسي لأديناور.
وأهم انتصار له في هذا المجال، يتجلي في تشكيل *الجمعية الاوربية للفحم والصلب*، من قبل ألمانيا وفرنسا وايطاليا ودول البنيلوكس، سنة 1951. وقد ظهرت تلك *الجمعية* إلى الوجود قبل السوق الأوربية المشتركة. وهذا يدل على سعيه إلى إقامة روابط بين بلده ذلك وبقية الدول الغربية.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق