102
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
بيت المقدس في عيون الرحالة المسلمين
ـ تمهيد:
فن الرحلة فن جميل جليل يشبع نهمة الإنسان في التعرف على البلدان، ويسجل للغائب البعيد ما رآه الراحل القريب، ويُبقي للأجيال المتعاقبة صور الأشياء على ما كانت عليه في الأزمنة الغابرة، ويكشف للمستمع والرائي صدق أو كذب ما يشاع ويذاع عن غرائب الكون والأمم والأحوال...
وفي هذا الفن يستخدم الأسلوب القصصي المشوق أحياناً، أو أسلوب التحقيق والتمحيص والمقارنة أحياناً، وتتفاوت الرحلات المسطرة بأقلام كاتبيها في مستوياتها الأدبية، وفي دقة الوصف والملاحظة، وفي تدخل العواطف والقناعات...
وكان الرحالة قديماً بمثابة أبطال أو مغامرين، لما كان عليه السفر من مشقة ومخاطرة، ولما كان يتعرضهم في رحلاتهم من أهوال ومفاجآت، ولما يصلون إليه من بلاد نائية وممالك بعيدة... لذلك فالرحلات القديمة خلّدت أصحابها وجعلتهم مثار إعجاب من بعدهم... وهي من طرف آخر تركت لنا وصفاً واقعياً من أشخاص سجلوا معاينتهم للأشياء كما هي أو كما تصوروها... وبذلك أمكننا الوقوف على حال البلدان والطرق والأمم والملوك في فترات تاريخية متعددة من غير طريق الرواية والنقل الذي يستخدمه المؤرخون عادة في تواريخهم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق