إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 23 يونيو 2016

35 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس ذكر وفاة أبي القاسم بن المغربي وأبي الخطاب


35

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس

ذكر وفاة أبي القاسم بن المغربي وأبي الخطاب

أما أبو القاسم بن المغربي فتو في هذه السنة بميافارقين وكان عمره ستًا وأربعين سنة ولما أحس بالموت كتب كتبًا عن نفسه إلى كل من يعرفه من الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة ويعرفهم أن حظية له توفيت وأنه قد سير تابوتها إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام وخاطبهم في المراعاة لمن في صحبته‏.‏

وكان قصده أن لا يتعرض أحد لتابوته بمنع وينطوي خبره‏.‏

فلما توفي سار به أصحابه كما أمرهم وأوصلوا الكتب فلم يعرض أحد إليه فدفن بالمشهد ولم يعلم به أحد إلا بعد دفنه‏.‏

ولأبي القاسم شعر حسن فمنه هذه الأبيات‏:‏ وما ظبية أدماء تحنو على طلًا ترى الإنس وحشًا وهي تأنس بالوحش غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعه فلم تلف شيئًا من قوائمه الحمش فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت سباع الفلا ينهشنه أيما نهش بأوجع مني يوم ظلت أنامل تودعني بالدر من شبك النقش وأجمالهم تحدى وقد خيل الهوى كأن مطاياهم على ناظري تمشي وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم على أنهم ما خلفوا لي من بطش وأما أبو الخطاب حمزة بن إبراهيم فإنه مات بكرخ سامرا مفلوجًا غريبًا قد زال عنه أمره وجاهه وكان مولده سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ورثاه المرتضى وكان سبب اتصاله ببهاء الدولة معرفة النجوم وبلغ منه منزلة لم يبلغها أمثاله فكان الوزراء يخدمونه وحمل إليه فخر الملك مائة ألف دينار فاستقلها وصار أمره إلى ما صار من الضيق والفقر والغربة‏.‏

في هذه السنة سقط في العراق جميعه برد كبار يكون في الواحدة رطل أو رطلان وأصغر كالبيضة فأهلك الغلات ولم يصح منها إلا القليل‏.‏

وفيها آخر تشرين الثاني هبت ريح باردة بالعراق جمد منها الماء والخل وبطل دوران الدواليب على دجلة‏.‏

وفيها انقطع الحج من خراسان والعراق‏.‏

وفيها نقضت الدار المعزية وكان معز الدولة بن بويه بناها وعظمها وغرم عليها ألف ألف دينار وأول من شرع في تخريبها بهاء الدولة فإنه لما عمر داره بسوق الثلاثاء نقل إليها من أنقاضها وأخذ سقفًا منها وأراد أن ينقله إلى شيراز فلم يتم ذلك فبذل فيه من يحك ذهبه ثمانية آلاف دينار ونقضت الآن وبيع أنقاضها‏.‏

وفيها توفي هبة الله بن الحسن بن منصور أبا القاسم اللالكائي الرازي سمع الحديث الكثير وتفقه على أبي حامد الأسفراييني وصنف كتبًا وأبو القاسم طباطبا الشريف العلوي وله شعر جيد فمنه أن صديقًا له كتب إليه رقعة على ظهرها هذه الأبيات‏:‏ وقرأت الذي كتبت وما زال نجيي ومؤنسي وسميري وغدا الفأل بامتزاج السطور حاكمًا بامتزاج ما في الضمير وتبركت باجتماع الكلامين رجاء اجتماعنا في سرور وتفاءلت بالظهور على الواشي فصارت إجابتي في الصدور


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق