17
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الخامس
ذكر أخذ فارس من سُبكرى
لمّا عاد مؤنس عن سُبكرى استولى كاتبه عبد الرحمن بن جعفر على الأمور فحسده أصحاب سُبكرى فنقلوا عنه أنّه كاتب الخليفة وأنّه قد حلّف أكثر القوّاد له فقبض عليه وقيّده وحبسه واستكتب مكانه إسماعيل ابن إبراهيم البمّيّ فحمله على العصيان ومَنْع ما كان يحمله إلى الخليفة ففعل ذلك.
فكتب عبد الرحمن بن جعفر إلى ابن الفرات وزير الخليفة يعرّفه ذلك وأنّه لمّا نهى سُبكرى عن العصيان قبض عليه فكتب ابن الفرات إلى مؤنس وهو بواسط يأمره بالعود إلى فارس ويعجزه حيث لم يقبض على سُبكرى ويحمله مع الليث إلى بغداد فعاد مؤنس إلى الأهواز.
وأرسل سُبكرى مؤنسًا وهاداه وسأله أن يتوسّط حاله مع الخليفة فكتب في أمره وبذل عنه مالًا فلم يستقرّ بينهم شيء وعلم ابن الفرات أنّ مؤنسًا يميل إلى سُبكرى فأنفذ وصيفًا كاتبه وجماعة من القوّاد ومحمّد بن جعفر الفريابيّ وعوّل عليه في فتح فارس وكتب إلى مؤنس يأمره باستصحاب الليث معه إلى بغداد فعاد مؤنس.
وسار محمّد بن جعفر إلى فارس وواقع سُبكرى على باب شيراز فانهزم سُبكرى إلى بمّ وتحصّن بها وتبعه محمّد بن جعفر وحصره بها فخرج إليه سُبكرى وحاربه مرة ثانية فهزمه محمّد ونهب ماله ودخل سُبكرى مفازة خراسان فظفر به صاحب خُراسان على ما نذكره
واستولى محمّد ابن جعفر على فارس فاستعمل عليها قنبجًا خادم الأفشين والصحيح أنّ فتح فارس كان سنة ثمان وتسعين.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق