إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 24 أبريل 2016

309 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثانى ذكر بيعة أهل خراسان


309

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثانى

ذكر بيعة أهل خراسان
 

سلم بن زياد وأمر عبد الله بن خازم ولما بلغ سلم بن زياد وهو بخراسان موت يزيد كتم ذلك فقال ابن عرادة‏:‏ يا أيها الملك المغلق بابه حدثت أمورٌ شأنهن عظيم قتلى بحرة والذين بكابلٍ ويزيد أغلق بابه المكتوم طرقت منيته وعند وساده كوبٌ وزقٌّ راعفٌ مرثوم ومزنةٌ تبكي على نشوانه بالصبح تقعد مرةً وتقوم فلما أظهر شعره أظهر سلم موت يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد ودعا الناس إلى البيعة على الرضى حتى يستقيم أمر الناس على خليفة فبايعوه ثم نكثوا به بعد شهرين وكان محسنًا إليهم محبوبًا فيهم فلما خلع عنهم استخلف عليهم المهلب بن أبي صفرة ولما كان بسرخس لقيه سليمان بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة بن ربيعة فقال له‏:‏ ضاقت عليك نزار حتى خلفت على خراسان رجلًا من اليمن يعني المهلب وكان أزديًا والأزد من اليمن فولاه مرو الروذ والفارياب والطالقان والجوزجان وولى أوس بن ثعلبة بن زفر وهو صاحب قصر أوس بالبصرة هراة فلما وصل إلى نيسابور لقيه عبد الله بن خازم فقال‏:‏ من وليت خراسان فأخبره فقال‏:‏ أما وجدت في المصر من تستعمله حتى فرقت خراسان بين بكر بن وائل واليمن اكتب لي عهدًا على خراسان‏.‏

فكتب له وأعطاه مائة ألف درهم‏.‏

وسار ابن خازم إلى مرو وبلغ خبره المهلب فأقبل واستخلف رجلًا من بني جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم فلما وصلها ابن خازم منعه الجشمي وجرت بينهما مناوشة فأصابت الجشمي رمية بحجر في جبهته وتحاجزوا ودخلها ابن خازم ومات الجشمي بعد ذلك بيومين‏.‏

ثم سار ابن خازم إلى سليمان بن مرثد بمرو الروذ فقاتله أيامًا فقتل سليمان ثم سار إلى عمرو بن مرثد وهو بالطالقان فاقتتلوا طويلًا فقتل عمرو بن مرثد وانهزم أصحابه فلحقوا بهراة بأوس بن ثعلبة ورجع ابن خازم إلى مرو وهرب من كان بمرو الروذ من بكر بن وائل إلى هراة وانضم إليها من كان بكور خراسان من بكر وكثر جمعهم وقالوا لأوس بن ثعلبة‏:‏ نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم وتخرج مضر من خراسان فأبى عليهم فقال له بنو صهيب وهم موالي بني جحدم‏:‏ لا نرضى أن نكون نحن ومضر في بلد واحد وقد قتلوا سليمان وعمرًا ابني مرثد فإما أن تبايعنا على هذا وإلا بايعنا غيرك‏.‏

فأجابهم فبايعوه فسار إليهم ابن خازم فنزل على وادٍ بينه وبين هراة فأشار البكريون بالخروج من هراة وعمل خندق فقال أوسٍ‏:‏ بل نلزم المدينة فإنها حصينة ونطاول ابن خازم نحو سنة وقال له هلال الضبي‏:‏ إنما تقاتل إخوتك وبني أبيك فإن نلت منهم الذي تريد فما في العيش خير فلو أعطيتهم شيئًا يرضون به وأصلحت هذا الأمر‏.‏قال‏:‏ والله لو خرجنا لهم من خراسان ما رضوا‏.‏

قال هلال‏:‏ والله لا أقاتل معك أنا ولا رجل أو تطيعني حتى تعتذر إليهم‏.‏

قال‏:‏ فأنت رسولي إليهم فأرضهم‏.‏

فأتى هلالٌ أوس بنن ثعلبة فناشده الله والقرابة في نزار وأن يحفظ ولاءها‏.‏

فقال‏:‏ هل لقيت بني صهيب قال‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ فالقهم‏.‏

قال‏:‏ فخرج فلقي جماعة من رؤساء أصحابه فأخبرهم ما أتى له‏.‏

فقالوا له‏:‏ هل لقيت بني صهيب فقال‏:‏ لقد عظم أمر بني صهيب عندكم فأتاهم فكلمهم فقالوا‏:‏ لولا أنك رسول لقتلناك‏.‏قال‏:‏ فهل يرضيكم شيء قالوا‏:‏ واحدة من اثنتين‏:‏ إما أن تخرجوا من خراسان وإما أن تقيموا وتخرجوا لنا عن كل سلاح وكراع وذهب وفضة‏.‏

فرجع إلى ابن خازم فقال‏:‏ ما عندك فأخبره‏.‏

فقال‏:‏ إن ربيعة لم تزل غضابًا على ربها منذ بعث نبيه من مضر‏.‏

وأقام ابن خازم يقاتلهم فقال يومًا لأصحابه‏:‏ قد طال مقامنا وناداهم‏:‏ يا معشر ربيعة أرضيتم من خراسان بخندقكم‏!‏ فأحفظهم ذلك فتنادوا للقتال فنهاهم أوس بن ثعلبة عن الخروج بجماعتهم وأن يقاتلوا كما كانوا يقاتلون فعصوه‏.‏

فقال ابن خازم لأصحابه‏:‏ اجعلوه يومكم فيكون الملك لمن غلب وإذا لقيتم الخيل فاطعنوها في مناخرها‏.‏

فاقتتلوا ساعة وانهزمت بكر بن وائل حتى انتهوا إلى خندقهم وتفرقوا يمينًا وشمالًا وسقط الناس في الخندق وقتلوا قتلًا ذريعًا وهرب أوس بن ثعلبة إلى سجستان فمات بها أو قريبًا منها وقتل من بكر يومئذٍ ثمانية آلاف وغلب ابن خازم على هراة واستعمل عليها ابنه محمدًا وضم إليه شماس بن دثار العطاردي وجعل بكير بن وساج الثقفي على شرطته ورجع ابن خازم إلى مرو وأغارت الترك على قصر اسغاد وابن خازم على هراة وكان فيه ناس من الأزد فحصروهم فأرسلوا إلى ابن خازم فوجه إليهم زهير بن حيان في بني تميم وقال له‏:‏ إياك ومناوأة الترك إذا رأيتموهم فاحملوا عليهم‏.‏

فوافاهم في يوم بارد فلما التقوا حمل عليهم فانهزمت الترك واتبعوهم حتى مضى عامة الليل فرجع زهير وقد يبست يده على رمحه من البرد فجعلوا يخنون الشحم فيضعه على يده ودهنوه وأوقدوا له نارًا فانتفخت يده ثم رجع إلى هراة فقال في ذلك ثابت قطنة‏:‏ فدت نفسي فوارس من تميمٍ على ما كان من ضنك المقام بقصر الباهلي وقد أراني أحامي حين قل به المحامي بسيفي بعد كسر الرمح فيهم أذودهم بذي شطبٍ حسام أكر عليهم اليحموم كرًا ككر الشرب آنية المدام فلولا الله ليس له شريكٌ وضربي قونس الملك الهمام إذًا فاضت نساء بني دثارٍ أمام الترك بادية الخدام ذكر أمر التوابين قيل‏:‏ لما قتل الحسين ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ودخل الكوفة تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ورأت أن قد أخطأت خطًا كبيرًا بدعائهم الحسين وتركهم نصرته وإجابته حتى قتل إلى جانبهم ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عليهم إلا قتل من قتله أو القتل فيهم فاجتمعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤساء الشيعة‏:‏ إلى سليمان بن صرد الخزاعي وكانت له صحبة وإلى المسيب بن نجبة الفزاري وكان من أصحاب علي وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وإلى عبد الله بن والٍ التيمي تيم بكر بن وائل وإلى رفاعة بن شداد البجلي وكانوا من خيار أصحاب علي فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فبدأهم المسيب بن نجبة فقال بعد حمد الله‏:‏ أما بعد فإنا ابتلينا بطول العمر والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا أن لا يجعلنا ممن يقول له غدًا‏:‏ ‏ «‏أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر‏» ‏ ‏ «‏فاطر‏:‏ 37‏» ‏‏.‏ فإن أمير المؤمنين عليًا قال‏:‏ العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة وليس فينا رجل إلا وقد بلغه وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا فوجدنا الله كاذبين في كل موطن من مواطن ابن بنت نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد بلغنا قبل ذلك كتبه ورسله وأعذر إلينا فسألنا نصره عودًا وبدءًا وعلانيةً فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأيدينا ولا جادلنا عنه بألسنتنا ولا قويناه بأموالنا ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عذرنا عند ربنا وعند لقاء نبينا وقد قتل فينا ولد حبيبه وذريته ونسله لا والله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك ولا أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن‏.‏

أيها القوم ولوا عليكم رجلًا منكم فإنه لابد لكم من أمير تفزعون إليه وراية تحفون بها‏.‏

وقام رفاعة بن شداد وقال‏:‏ أما بعد فإن الله قد هداك لأصوب القول وبدأت بأرشد الأمور بدعائك إلى جهاد الفاسقين وإلى التوبة من الذنب العظيم فمسموع منك مستجاب إلى قولك وقلت‏:‏ ولوا أمركم رجلًا تفزعون إليه وتحفون برايته وقد رأينا مثل الذي رأيت فإن تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيًا وفينا منتصحًا وفي جماعتنا محبوبًا وإن رأيت ورأى أصحابنا ذلك ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة وصاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد الخزاعي المحمود في بأسه ودينه الموثوق بحزمه‏.‏

وتكلم عبد الله بن سعد بنحو ذكل وأثنيا على المسيب وسليمان‏.‏

فقال المسيب‏:‏ قد أصبتم فولوا أمركم سليمان بن صرد‏.‏

فتكلم سليمان فقال بعد حمد الله‏:‏ أما بعد فإني لخائف ألا يكون آخرنا إلى هذا الدهر الذي نكدت فيه المعيشة وعظمت فيه الرزية وشمل فيه الجور أولي الفضل من هذه الشيعة لما هو خير إنا كنا نمد أعناقنا إلى قدوم آل بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ نمنيهم النصر ونحثهم على القدوم فلما قدموا ونينا وعجزنا وأدهنا وتربصنا حتى قتل فينا ولد نبينا وسلالته وعصارته

وبضعة من لحمه ودمه إذ جعل يستصرخ ويسأل النصف فلا يعطى اتخذه الفاسقون غرضًا للنبل ودريئة للرماح حتى أقصدوه وعدوا عليه فسلبوه‏.‏

ألا انهضوا فقد سخط عليكم ربكم ولا ترجعوا إلى الحلائل والأبناء حتى يرضى الله والله ما أظنه راضيًا دون أن تناجزوا من قتله ألا لا تهابوا الموت فما هابه أحدٌ قط إلا ذل وكونوا كبني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم‏:‏ ‏ «‏إنكم ظلمتم أنفسكم‏» ‏ ‏ «‏فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم‏» ‏ ‏ «‏البقرة‏:‏ 54‏» ‏‏.‏ ففعلوا وجثوا على الركب ومدوا الأعناق حين علموا أنهم لا ينجيهم من عظيم الذنب إلا القتل فكيف بكم لو دعيتم إلى ما دعوا‏!‏ أحدوا السيوف وركبوا الأسنة ‏ «‏وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل‏» ‏ ‏ «‏الأنفال‏:‏ 60‏» ‏‏.‏ حتى تدعوا وتستنفروا‏.‏

فقال خالد بن سعد بن نفيل‏:‏ أما أنا فوالله لو أعلم أنه ينجيني من ذنبي ويرضي ربي عني قتلي نفسي لقتلتها وأنا أشهد كل من حضر أن كل ما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على المسلمين أقويهم به على قتال الفاسقين‏.‏

قال أبو المعتمر بن حنش بن ربيعة الكناني مثل ذلك‏.‏

فقال سليمان‏:‏ حسبكم من أراد من هذا شيئًا فليأت به عبد الله بن والٍ التيمي فإذا اجتمع عنده كل ما تريدون إخراجه جهزنا به ذوي الخلة والمسكنة من أشياعكم‏.‏

وكتب سليمان بن صرد إلى سعد بن حذيفة بن اليمان يعلمه بما عزموا عليه ويدعوه إلى مساعدتهم ومن معه من الشيعة بالمدائن فقرأ سعد بن حذيفة الكتاب على من بالمدائن من الشيعة فأجابوا إلى ذلك فكتبوا إلى سليمان بن صرد يعلمونه أنهم على الحركة إليه والمساعدة له‏.‏

وكتب سليمان أيضًا كتابًا إلى المثنى بن مخربة العبدي بالبصرة مثل ما كتب إلى سعد بن حذيفة فأجابه المثنى‏:‏ إننا معشر الشيعة حمدنا الله على ما عزمتم عليه ونحن موافوك إن شاء الله للأجل الذي ضربت‏.‏

وكتب في أسفل الكتاب‏:‏ تبصر كأني قد أتيتك معلمًا على أتلع الهادي أجش هزيم طويل القرانهد الشواة مقلصٍ ملحٍ على فأس اللجام أزوم بكل فتىً لا يملأ الروع قلبه محشٍ لنار الحرب غير سؤوم أخي ثقةٍ ينوي الإله بسعيه ضروبٍ بنصل السيف غير أثيم فكان أول ما ابتدأوا به أمرهم بعد قتل الحسين سنة إحدى وستين فما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس في السر إلى الطلب بدم الحسين فكان يجيبهم النفر ولم يزالوا على ذلك إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة أربع وستين فلما مات يزيد جاء إلى سليمان أصحابه فقالوا‏:‏ قد هلك هذا الطاغية والأمر ضعيف فإن شئت وثبنا على عمرو بن حريث وكان خليفة ابن زياد على الكوفة ثم أظهرنا الطلب بدم الحسين وتتبعنا قتلته ودعونا الناس إلى أهل هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم‏.‏

فقال سليمان بن صرد‏:‏ لا تعجلوا إني قد نظرت فيما ذكرتم فرأيت أن قتلة الحسين هم أشراف الكوفة وفرسان العرب وهم المطالبون بدمه ومتى علموا ما تريدون كانوا أشد الناس عليكم ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ولم يشفوا نفوسهم وكانوا جزرًا لعدوهم ولكن بثوا دعاتكم وادعوا إلى أمركم‏.‏

ففعلوا واستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد‏.‏

ثم إن أهل الكوفة أخرجوا عمرو بن حريث وبايعوا لابن الزبير وسليمان وأصحابه يدعون الناس‏.‏

فلما مضت ستة أشهر بعد هلال يزيد قدم المختار بن أبي عبيد الكوفة في النصف من رمضان وقدم عبد الله بن يزيد الأنصاري أميرًا على الكوفة من قبل ابن الزبير لثمان بقين من رمضان وقدم إبراهيم بن محمد بن طلحة معه على خراج الكوفة‏.‏

فأخذ المختار يدعو الناس إلى قتال قتلة الحسين ويقول‏:‏ جئتكم من عند المهدي محمد بن الحنفية وزيرًا أمينًا‏.‏

فرجع إليه طائفةٌ من الشيعة وكان يقول‏:‏ إنما يريد سليمان أن يخرج فيقتل نفسه ومن معه وليس له بصرٌ بالحرب‏.‏

وبلغ الخبر عبد الله بن يزيد بالخروج عليه بالكوفة في هذه الأيام وقيل له ليحبسه وخوف عاقبة أمره إن تركه‏.‏

فقال عبد الله‏:‏ إن هم قاتلونا قاتلناهم وإن تركونا لم نطلبهم‏.‏

إن هؤلاء القوم يطلبون بدم الحسين بن علي فرحم الله هؤلاء القوم إنهم آمنون فليخرجوا ظاهرين وليسيروا إلى من قاتل الحسين فقد أقبل إليهم يعني ابن زياد وأنا لهم ظهير هذا ابن زياد قاتل الحسين وقاتل أخياركم وأمثالكم قد توجه إليكم وقد فارقوه على ليلة من جسر منبج فالقتال والاستعداد إليه أولى من أن تجعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضًا فيلقاكم عدوكم وقد ضعفتم وتلك أمنيته وقد قدم عليكم أعدى خلق الله لكم من ولي عليكم هو وأبوه سبع سنين لا يقلعان عن قتل أهل العفاف والدين هو الذي من قبله أتيتم والذي قتل من تنادون بدمه قد جاءكم فاستقبلوه بحدكم وشوكتكم واجعلوها به ولا تجعلوها بأنفسكم إني لكم ناصحٌ‏.‏

وكان مروان قد سير ابن زياد إلى الجزيرة ثم إذا فرغ منها سار إلى العراق‏.‏

فلما فرغ عبد الله بن يزيد من قوله قال إبراهيم بن محمد بن طلحة‏:‏ أيها الناس لا يغرنكم من السيف والغشم مقالة هذا المداهن والله لئن خرج علينا خارج لنقتله ولئن استيقنا أن قومًا يريدون الخروج علينا لنأخذن الوالد بولده والمولود بوالده والحميم بالحميم والعريف بما في عرافته فوثب إليه المسيب بن نجبة فقطع عليه منطقة ثم قال‏:‏ يا ابن الناكثين‏!‏ أنت تهددنا بسيفك وغشمك‏!‏ أنت والله أذل من ذلك‏!‏ إنا لا نلومك على بغضنا وقد قتلنا أباك وجدك وأما أنت أيها الأمير فقد قلت قولًا سديدًا‏.‏

فقال إبرهيم‏:‏ والله لتقتلن وقد أدهن هذا يعني عبد الله بن يزيد‏.‏

فقال له عبد الله بن وال‏:‏ ما اعتراضك فيما بيننا وبين أميرنا ما أنت علينا بأمير إنما أنت أمير هذه الجزية فأقبل على خراجك ولئن أفسدت أمر هذه الأمة فقد أفسده والداك وكانت عليهما دائرة السوء‏!‏ فشتمهم جماعة ممن مع إبراهيم فشاتموه فنزل الأمير من على المنبر وتهدده إبراهيم بأنه يكتب إلى ابن الزبير يشكوه فجاءه عبد الله في منزله واعتذر إليه فقبل عذره‏.‏

ثم إن أصحاب سليمان خرجوا ينشرون السلاح ظاهرين ويتجهزون‏.‏




يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق