[ 503 ]
تاريخ الطبري ج 3
فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما فبعثت اليهما فجاءا فقال إني سألت أم المؤمنين ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد فقالت اصلاح بين الناس فما تقولان أنتما أمتابعان أم مخالفان قالا متابعان قال فأخبراني ما وجه هذا الاصلاح فوالله لئن عرفناه لنصلحن ولئن أنكرناه لا نصلح قالا قتلة عثمان رضى الله عنه فإن هذا ان ترك كان تركا للقرآن وان عمل به كان احياء للقرآن فقال قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة وأنتم قبل قتلهم أقرب إلى الاستقامة منكم اليوم قتلنم ستمائة إلا رجلا فغضب لهم ستة آلاف واعتزلوكم وخرجوا من بين أظهركم وطلبتم ذلك الذي أفلت يعني حرقوص بن زهير فمنعه ستة آلاف وهم على رجل فإن تركتموه كنتم تاركين لما تقولون فان قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأديلوا عليكم فالذي حذرتم وقربتم به هذا الامر أعظم مما أراكم تكرهون وأنتم أحميتم مضر وربيعة من هذه البلاد فاجتمعوا على حربكم وخذلانكم نصرة لهؤلاء كما اجتمع هؤلاء لاهل هذا الحدث العظيم والذنب الكبير فقالت أم المؤمنين فتقول أنت ماذا قال أقول هذا الامر دواؤه التسكين وإذا سكن اختلجوا فان أنتم بايعتمونا فعلامة خير وتباشير رحمة ودرك بثأر هذا الرجل وعافية وسلامة لهذه الامة وإن أنتم أبيتم إلا مكابرة هذا الار واعتسافه كانت علامة شر وذهاب هذا الثأر وبعثة الله في هذه الامة هزاهزها فآثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح الخير كما كنتم تكونون ولا تعرضونا للبلاء ولا تعرضوا له فيصرعنا وإياكم وايم الله إني لاقول هذا وأدعوكم إلايه وإني لخائف ألا يتم حتى يأخذ الله عزوجل حاجته من هذه الامة التي قل متاعها ونزل بها ما نزل فان هذا الامر الذي حدث أمر ليس يقدر وليس كالامور ولا كقتل الرجل الرجل ولا النفر الرجل ولا القبيلة الرجل فقالوا نعم إذا قد أحسنت وأصبت المقالة فارجع فان قدم علي وهو على مثل رأيك صلح هذا الامر فرجع إلى علي فأخبره فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح كره ذلك من كرهه ورضيه من رضيه وأقبلت وفود البصرة نحو على حين نزل بذي قار فجاءت وفد تميم وبكر قبل رجوع القعقاع لينظروا ما رأى إخوانهم من
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق