إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 28 مارس 2014

97 المجد المنيف للقدس الشريف الشيخ عبد الله نجيب سالم بيت المقدس في العهد الأموي والعباسي ـ ثانياً: المهدي وجهود طيبة:


97

المجد المنيف للقدس الشريف

الشيخ عبد الله نجيب سالم

بيت المقدس في العهد الأموي والعباسي

ـ ثانياً: المهدي وجهود طيبة:


وعاد الزلزال فضرب بيت المقدس ثانية بعد ثلاث سنين فتضرر المسجد من جديد، وكان الضرر في هذه المرة بالغاً ـ كما يقول الأستاذ عارف العارف ـ وكانت الخلافة آلت إلى المهدي، ووقع البناء الذي بناه المنصور فأمر المهدي بإعادة البناء وإتقانه، ولم يكن في خزانة الدولة ما يكفي، فكتب إلى عماله في جميع أنحاء مملكته فلبى هؤلاء نداءه، وعمّر المسجد هذه المرة بعناية كبيرة، وأنفقت عليه أموال طائلة.

وتَكَوَّن بناء المسجد الأقصى الذي بناه المهدي من رواق أوسط كبير يقوم على أعمدة رخام، وتكتنفه من كل جانب سبعة أروقة موازية له وهي أقل ارتفاعاً منه... ومن المعلوم أن المهدي كان يرغب في تقليد الوليد بن عبد الملك في إعمار وإنشاء الآثار والاهتمام بإحكامها.

وترك المهدي الجزء القديم من المسجد الأقصى مما لم يتهدم ولم يتضرر كجانب جمالي وأثري، وصار ببناء المهدي للمسجد الأقصى ستة وعشرون باباً، سُمّي الباب الأوسط المواجه للمحراب ـ وهو الرئيسي ـ بالباب النحاسي الكبير، وكان على يمينه سبعة أبواب وعلى يساره مثلها، بينما كانت الأبواب الأحد عشر الأخرى في الحائط الشرقي من المسجد الأقصى... وقد انتصبت فوق المحراب قبة من الخشب جلدت من الخارج وغطيت بأفرخ من الرصاص، وكانت أعمدة المسجد كلها قَبْل المهدي من البناء، فلما عمّر أعمدته بالرخام أمكن التفريق بين أعمدته وأعمدة البناء القديم. وبلغ طول المسجد حينذاك (103متراً) وعرضه (69متراً).

ويذكر المؤرخون أنه في عهد المهدي العباسي أمر بطرد البطريرك الأورشليمي إلياس الثالث ونفيه إلى بلاد الفرس لإساءاته وخطره، وأمر المهدي كذلك بأن يسكن المسيحيون في حي واحد من أحياء القدس، وأن تحصل منهم فدية على حسب شرط الوثيقة العمرية الأولى.

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق