108
المجد المنيف للقدس الشريف
الشيخ عبد الله نجيب سالم
بيت المقدس في عيون الرحالة المسلمين
ـ ياقوت الحموي في معجم البلدان:
وبعد أن يستفيض ياقوت الحموي في سرد فضائل بيت المقدس يعرج على القول في وصف البلدة المباركة فمما قال:
وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارئ، والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلها جبال شامخة، وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة ألبتة، وزروعها على الجبال وأطرفها بالفؤوس (أي تحرث) لأن الدواب لا صنع لها هناك، وأما نفس المدينة فعلى فضاء في وسط تلك الجبال، وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها، وفيها أسواق حسنة وعمارات كثيرة، وفيها مغاور كثيرة، ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به، ويشرب أهل المدينة من ماء المطر، ليس فيها دار إلا وفيها صهريج ودروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدنس الكثير، وبها ثلاث برك عظام عليها حماماتهم، وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء. وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خرّبه الملك المعظم منهم وقال: نحن لا نمنع البلدان بالأسوار وإنما نمنعها بالسيوف والأساورة. يقول ياقوت: وهذا كافٍ في خبرها، وليس كل ما أجده أكتبه، ولو فعلت لم يتسع لي زماني.
هذا بعض ما قاله الرحالة القدماء عن بيت المقدس كمدينة أشغلت العالم كله فترات طويلة بين محب لها تتوق نفسه لرؤية المعالم، وطامع فيها يرنو ببصره نحو المجد والملك والشهرة، ومتعبد فيها ألهاه الخوف من الله والشوق إليه عن العالم فانقطع في صوامعها ومحاريبها.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق