إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

2804 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من البداية - 227 القسم الأولى المجلد السادس من تاريخ العلامة ابن خلدون



2804

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من البداية - 227

القسم الأولى

المجلد السادس

من تاريخ العلامة ابن خلدون


وأما العزة جيرانهم في الشرق الذين قدّمنا ذكرهم فهم موطنون من أرض برقة خلاء



 لاستيلاء الخراب على أمصارها وقراها من دولة صنهاجة. تمرنت بعمرانها بادية العرب وناجعتهم فتّحيفوها غارةً ونهباً إلى أن فسدت فيها مذاهب المعاش، وانتقض العمران، فخربت. وصار معاش الأكثر من هؤلاء العرب الموطنين بها لهذا العهد من الفلح يثيرون له الأرض بالعوامل من الجمال والحمير، وبالنساء إذا ضاق كسبهم عن العوامل وارتكبوا ضرورة المعاش.

وينجعون إلى بلاد النخل في جهة القبلة منهم من أوجلة وشنترية والواحات وما وراء ذلك من الرمال والقفر، إلى بلد السودان المجاورين لهم، وتسمّى بلادهم برنق، وشيخ هؤلاء العرب ببرقة يعرف لهذا العهد بأبي ذئب من بني جعفر. وركاب الحج من المغرب يحمدون مساطتهم في مرّهم وحسن نيتهم في التجافي عن جامع بيت الله، وإرفادهم بجلب الأقوات لسربهم وحسن الظن بهم. (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)0 

وأما نسبهم فما أدري فيمن هو من العرب ؟وحدثني الثقة من ذباب عن خريص ابن شيخهم أبي ذباب أنهم من بقايا الكعوب ببرقة. وتزعم نسابة الهلاليين أنهم لربيعة بن عامر إخوة هلال بن عامر. وقد مر الكلام في ذلك في أول ذكر بني سليم. ويزعم بعض النسابة أنهم والكعوب من العزة، وإن العزة من هيث وإن رياسة العزة لأولاد أحمد، وشيخهم أبو ذئب وأن المثانية جيرانهم من هوّارة. وذكر لي سلام بن التركية شيخ أولاد مقدم جيرتهم بالعقبة أنهم من بطون مسراتة من بقية هوّارة، وهو الذي رأيت النسابة المحققين عليه، بعد أن دخلت مصر ولقيت كثيراً من المترددين إليها من أهل برقة. وهذه آخر الطبقة الرابعة من العرب، وبانقضائه انقضى الكتاب الثاني في العرب وأجيالهم منذ بدء الخليقة، فلنرجع إلى أحوال البربر في الكتاب الثالث والله ولي العون اهـ.




يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق