1012
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
بقية الخبر عن قلا ع الإسماعيلية في العراق:
ولم تزل قلاع هؤلاء الإسماعيلية بالعراق عشا لهذه الغواية، وسفطا لهؤلاء الخباث، منذ سار بها أحمد بن غطاش، والحسن بن الصباح. وكان لهذا الحسن مقالات في مذاهب الرافضة عريقة في الغلو داخلة من باب الكفر وتسميها الرافضة المقالات الجديدة ولا يدين بقبولها إلا الغلاة منهم. وقد ذكرها الشهرستاني في كتاب الملل
والنحل فعليك به أن أردت معرفتها. وبقي الملوك يقصدونهم بالجهاد لما اشتهر عنهم من الضرر بالاغتيال، ولما افترق أمر السلجوقية واستبد ايتغمش بالري وهمذان، سار إليهم سنة ثلاث وستمائة إلى قلاعهم المجاورة لقزوين فحاصرها، وفتح منها خمس قلاع، واعتزم على حصار قلعة الموت فعرض له ما شغله عن ذلك، ثم زحف إليهم جلال الدين منكبري بن علاء الدين وخوارزم شاه عندما رجع من الهند، وملك بلاد أذربيجان وأرمينية فقتلوا بعض أمرائه بمثل قتلهم فسار إلى بلادهم ودوخ نواحي الموت، وقد مر ذكره. وقلاعهم التي بخراسان خربها واستباحها قتلا ونهبا. وكانوا منذ ظهر التتر قد شرهوا على الجهات فأوقع بهم جلال الدين هذه الواقعة سنة أربع وعشرين وستمائة، وكفحهم عما سموا إليه من ذلك. ولما استفحل أمر التتر سار هولاكو عام الخمسين والستمائة من بغداد وخرب قلاعهم، وزحف الظاهر بعد ذلك إلى قلاعهم التي بالشام فخرب كثيرا منها وطوع ما بقي منها، وصارت مصياف وغيرها في طاعته، وانقرض أمرهم، إلا مغتالين يستعملهم الملوك في قتل أعدائهم على البعد غدرا، ويسمون الفداوية أي الذين يأخذون فدية أنفسهم على الاستماتة في مقاصد من يستعملهم. والله وارث الأرض ومن عليها.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق