1011
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
خبر الإسماعيلية بالشام:
لما قتل أبو إبراهيم الاستراباذي ببغداد كما تقدم، هرب بهرام ابن أخيه إلى الشام وأقام هنالك داعية متخفيا، واستجاب له من الشام خلق. وكان الناس يتبعونهم لكثرة ما اتصفوا به من القتل غدرا. وكان أبو الغازي بن ارتق بحلب يتوصل بهم إلى غرضه في أعدائه، وأشار أبو الغازي على ابن طغتكين الأتابك بدمشق بمثل ذلك فقبل رأيه، ونقل إليه فأظهر حينئذ شخصه، وأعلن بدعوته، وأعانه الوزير أبو علي ظاهر بن سعد المزدغاني، لمصلحتهم فيه فاستفحل أمره، وكثر تابعوه، وخاف من عامة دمشق فطلب من ابن طغتكين ووزيره أبي علي حصنا يأوي إليه فأعطوه قلعة
بانياس سنة عشرين وخمسمائة، وترك بدمشق خليفة له يدعو الناس إلى مذهبه فكثروا وانتشروا، وملك هو عدة حصون في الجبال منها القدموس وغيره وكان بوادي التيم من أعمال بعلبك طوائف من المجوس والنصرانية والدرزية وأميرهم يسمى الضحاك فسار بهرام لقتالهم، سنة اثنتين وعشرين، واستخلف على بانياس إسمعيل من أصحابه، ولقيهم الضحاك في ألف رجل، وكبس عسكره فهزمهم وقتله(1) وعاد فلهم إلى بانياس فألام بأمرهم إسمعيل، وجمع شملهم وبث دعاته في البلاد، وعاضده المزدغاني وزير دمشق وانتصر لهذه الطائفة، وأقام بدمشق خليفة لبهرام اسمه أبو الوفا فقوي أمره، وكثر أتباعه. واستبد على صاحبها تاج الملوك بن طغتكين. ثم أن المزدغاني راسل الفرنج أن يملكهم دمشق على أن يعطوه صور، وتواعدوا ليوم عينوه، ودس للإسماعيلية أن يكونوا ذلك اليوم على أهبة، ونمى الخبر إلى إسمعيل فخاف أن يثور به الناس فأعطى بانياس للفرنج، وانتقل إليهم ومات سنة أربع وعشرين وكان للإسماعيلية قلاع في تلك الجهات تتصل بعضها ببعض أعظمها قلعة مصياف فسار صلاح الدين لما ملك الشام سنة اثنتين وسبعين إليها وحاصر مصياف وضيق حصارها، وبعث سنان مقدم الإسماعيلية إلى خال صلاح الدين بحماة، وهو شهاب الدين الحادي، أن يسأل صلاح الدين في الصلح معهم، ويتهددونه على ذلك سرا فسار إلى صلاح الدين وأصلح أمرهم عنده ورحل عنهم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق